السحر والشعوذة فى القطاع

السحر والشعوذة في القطاع..المواطن الغزاوي بين الابتزاز المالي ومشكلاته الاجتماعية..والبحث عن الحلول ..
التاريخ: 2009-06-15 01:16:14


غزة- وكالة قدس نت للأنباء
مشكلات البشر عديدة ومتنوعة بعضها يكون من ضغط العمل وأخرى من ظروف الحياة العصيبة . يصاب أحيان الإنسان بالتوتر والقلق وقد يصل الأمر للاكتئاب المزمن وأحيانا تتسبب المشكلات بتفكيك الأسر السعيدة وتودي بهم للطلاق ،وأحيانا يسيطرون على أنفسهم لكن يبقى الملل والنفور بين الأزواج فمن صعوبة هذه المشاكل والضغوطات بكافة أشكالها قد تجد التنافر بين الزوجين وكره المعاشرة بينهم منهم من يفلح بإيجاد وسيلة العلاج لكن المحزن أن البعض يقع فريسة لبراثن الجهل والنصب والاحتيال ويستنزفوا كثيرا من الأموال ،ليس من فراغ لكن لعجزهم عن وجود حل لمشاكل الحياة اليومية اعتقدوا أنهم مسحورين فداروا كالبقرة التي تدور حول الرحى ودقوا أبواب الدجالين علهم يجدوا العلاج وبين قوسين لن نقول هل وجدوه أم لا ولن نستبق الأحداث ونحكم فما خفي كان أعظم..

فكان لوكالة قدس نت للأنباء وقفة على أبوب بعض ممن كانت لهم التجارب لتنقلها حرفيا على لسانهم للقارئ لأخذ العبرة ، مراسلة " قدس نت " نسرين موسى أعدت هذا التقرير لكشف بعض الحقائق ولتنوير القراء

لاستنزاف الأموال...
على لسان الدكتور الداعية ماهر السوسى أنقل هذه القصة حيث قام بمعاينتها شخصيا يدعى أبو محمد ويبلغ من العمر الأربعين عاما يذكر أنه لم يعانى طوال حياته من اى مشكلة ما سواء بحياته العملية أو الزوجية لكن مع مرور الأيام شعر ببعض التعب والإنهاك والضعف العام وفقدان الشهية فقام على الفور بارتياد المستشفى وبعض العيادات لكن لا فائدة مرجوة من العلاجوبعدها خاض برحلة مع الاكتئاب .فقام أصدقائه بتوعيته ليذهب لفلان الفلاني لأنه قد يكون مسحورفلم يخيب أملهم ولجا إليه .فما كان من الأخير إلا استغلال حالة المريض.

فأصبح يعطيه تعليماته لكن التعليمات ليست مجانية بل طلب أموالا هائلة وما كان من أبو محمد إلا أن يدفع فكان بكل مرة يعطيه لفة عبارة عن حجاب ويقنعه أن بها الشفاء وكان أبو محمد يصدق هذا ويذهب ولا يشعر بشيء من الألم لكن بعد أسبوع يعاوده الألم ويكرر ذهابه لهذا المعالج ويكرر إعطائه اللفة التي عبارة عن حجاب وتتكرر العملية ويتكرر دفع المال.

وفى يوم ما كانت زوجة أبو محمد تقف على البلكونة وإذا بها تشاهد المعالج الذي يعالج زوجها يحفر حفرة بالليل ويضع بعض اللفات فقالت لزوجها فذهبوا لمكان الحفر فوجدوها أنها نفس اللفات التي يعطيها له عند الذهاب للعلاج .فانكشف الأمر أن هذا المعالج هو الذي يضع العراقيل لابو محمد لاستنزاف أمواله وانكشف أمره.



لم يكن إلا هذا الحل هكذا قالت( و_م)من مخيم خانيونس البلد :"كنت أنا وزوجي بقمة السعادة وأنجبت منه أربعة أطفال ولم نعانى من أي مشاكل لكن بعد قسوة الظروف وعدم وجود عمل لزوجي أصبح يمكث بالبيت ساعات طويلة فكان يشتد النقاش وأحيانا يوصل به الأمر ويقوم بضربى ويقرر أن امكث ببيت أهلي لأيام عديدة لاننى أصبحت اعجز عن إعطائه كافة حقوقه الزوجية .

فما كان من عائلتي إلا أن يقدموا لي طرق العلاج فسرعان ما فسروا الأمر أن هناك عملا سحريا وقع لي . فأخذتني والدتي لسيدة مشهورة بالعلاج القرانى وعلى الفور قالت أن هناك بالفعل عملا سحريا وقع لي ويجب حله ولكن بعد أن دفعت أموالا عديدة.

وعند انتهاء كافة الجلسات التي استمرت لأربعة جلسات اكتشفت أن المشاكل زادت فعرفت أنها مجرد محتالة ودجالة ولكن بعد استنزاف نقودي وبعدها ذهبنا لطبيب نفسي فتم علاج الأمر ونحن الآن بكامل سعادتنا.

ابنتي لا يأتيها خطاب....
بعفوية قالت أم احمد55 عاما من خانيونس :" أنها ذهبت لسيدة تفك الأعمال لأنها متأكدة أن ابنتها عمل لها عمل سحري أوقف حالها لأنها لا يأتيها أي خطاب ومن يأتيها لا يرضى بها مع أنها جميلة وموظفة وأضافت حتى لو هذه المرة لم تجيب فائدة سأذهب لغيرها لأنه شو قصة عدم زواجها لو مش معموللها عمل خاتمة حديثها ولاد الحرام كتار والعنين علينا كتير ولازم ألاقى حل لمشكلة بنتي".

أما أم رمزي والتي تتشابه قصتها مع أم محمد وهى الأخرى من خانيونس قالت :"أنا ما خليت باب إلا طرقته بسبب مشكلة بنتي كانت بنتي متفوقة بالدراسة ومن الأوائل. فجأة تراجعت وصارت ما تجيب درجات،ذهبنا لطبيب نفسي لكن بلا فايدة وما خلينا باب إلا طرقناه وبعد ما عجزنا ذهبنا لناس بعرفوا بفك الأعمال لأن كتير قالوا أنه أكيد عمل وما خليت احد دلونا عليه الناس ودفعت كتير فلوس لكن بننتى زى ما هي وتركت المدرسة لكن أكيد حأجد إل يفكلها العمل ولو دفعت كل أموال الدنيا ويحكوا خرافات وخزعبلات السحر موجود وأكيد بنتي مسحورة".

هذه كانت أقوال بعض من يمتلكون اليقين بان كل شيئ يصيبهم سببه عمل سحرى وقع لهم وللوقوف على حقيقة الأمر وإيضاحه لا بد من وقفة لبعض الاراء...

فكان لمراسلتنا لقاء مع احد اصحاب العيادات القرانية ويدعى أبو محمد فى خانيونس.


والذي قال :"موضوع السحر حرام والاستعانة بالجن لتيسير الأمور حسب اعتقادات الجهلة من الناس هدا موجود حقيقة ويعانى منه الكثير لكن بالنسبة لى بعيادتنى لا اتعامل الا بالقران الكريم و بحكم أنني أعالج المسحورين من الناس الدين أصابهم الضرر ووقعوا بالمشكلات بسبب هدا الشيء الخطير من قبل الناس الذين يستعينون بالسحرة والدجالين أعرف كيف يتم كشف النصابين منهم".

وعن كيفية التعرف على أن الشخص مسحورا أم لا قال :"أتعرف على هده الحالات من عدة أمور تبدأ بشكوى المريض أو المسحور من تغير بطبعة حياته فجأة مثل شعوره بضيق عند دخوله بيته أو تغير في طبيعة حياته أو يظهر تغير بعلاقته مع زوجته وأهل بيته وقد يصل الأمر إلى معاناة المريض أو المسحور من أعراض الم في جسمه مثل شكواه من الصداع المستمر الشديد وخصوصا في مؤخرة الرأس وكذلك المعدة وضعف الشهية وضيق عند الصلاة وأوقات الادان وحسب الحالات التي أ تعامل معها فان هده الأعراض أكثر ما تظهر بعد العصر حتى المغرب".

وعن العلاج هناك عدة أساليب وأشهرها استخدام القران الكريم وقراءته على الماء وشربها والغسل فيها وكذلك قراءة آيات الرقية الشرعية المأثورة على زيت الزيتون وتدليك الجسم ومؤخرة الرأس وذلك على مدار ثلاثة أيام متتالية .

وأوصى المسحور بالإكثار من الذكر والصلاة والتقرب إلى الله والتزام المسجد وقراءة القران.

وهناك عدة طرق نستخدمها في العيادات القرآنية وهى أن ياتى المريض ونتعامل معه بالتدليك وإعطائهم الإرشادات المناسبة للخروج مما هو فيه ونبطل العمل أو السحر بقراءة القران وآيات الرقيا والآيات الخاصة بالسحر الموجودة بصورة البقرة وثم نحرق العمل سواء كان حجابا أو ورقة أو اى شيء آخر".

وعن الأساليب التي يستخدمها السحرة قال :" تتعدد أساليب السحرة باستخدام السحر مثل استخدام الطيور وهو العمل الطيار أو العصير وما يسمى بالسقياأو رشه في طريق المنوي سحره أو بالبيت وأكثر من يتعرضوا لهذا النساء وخصوصا العرسان ".

ولا بد من أن نذكر أن هناك انتشار واسع للعيادات التي تندرج تحت مسمى العيادات القرآنية ولإيضاح الحكم الشرعي بهذه العيادات توجهنا للداعية ماهر السوسى والذي قال العيادات القرآنية حاجة استحدثت و لم توجد بالإسلام وهى ليست ماركة مسجلة وأصحابها يتستروا وراء الأسماء لاستنزاف الأموال لأن من يريد معالجة الناس لا يقوم بعمل الإعلانات التي تلفت الأنظار بل يقوم بالعلاج لوجه الله دونما الكسب واستنزاف الأموال ".
ووافقه الشيخ محمد لافى والذي قال عند لقاءنا به وسؤالنا له عن شرعية هذه العيادات :" أنها درب من دروب الكذب وجانب من جوانب الدجل إضافة إلى انتشار ظاهرة النساء المعالجات فهذا كله دجل ونصب واحتيال على حد قولهم. والساحر يتعامل مع الجن ومع تلاوات كفرية يستنجد بها .

أما عن طرق العلاج من السحر اتفقا الدكتور السوسى والشيخ لافى أن العلاج يكمن في قراءة القران والرقيا الشرعية وليس من الضروري أن يكون القارئ أحدا بل المسحور نفسه من يقرأ على نفسه
وإذا كان لا بد من راقي يجب أن يتوفر به تقوى الله والالتزام ما جاء بالقران الكريم وعندها على يد الراقي يجرى شفاء المسحور لكن يجب ان يثق الراقى والمرقى بان الشفاء بالقران فقط.

ولتكتمل الصورة لا بد من معرفة رأى الطب النفسى بهذا الامر فكان اللقاء مع الدكتور اسامة حمدونة والذى قال العمل والسحر موجود لكن لا يجب ان نسلم ان كل مريض لديه مشكلة ما هو مسحور لكن يجب أن نقوم بمعالجته نفسيا بطريقة كلية ثم اذا عجزنا عن وجود الحل نلجا للمعالجة بالطرق الدينية ومناقشة ادا كان مسحورا أم لا فلا يجب التسليم كليا أنه تعرض للاعمال السحرية

بهدا اكتملت الصورة واتضح ان معظم المواطنين يقعون فريسة للاحتيال لكن هدا لا يمنع من أن يكون هناك قانونا ومطرقة حديدية لمعاقبة المحتالين ".