النية طاقة الأنسان الخفية
النية منبع الطاقة الحيوية
بسم الله الرحمن الرحيم
النية هي الطاقة التي تزود الانسان القدرة على العمل . ولولا النية لما كان بمقدور الانسان ان يختار طريقا في الحياة . عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :" انما الاعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى ". جامع السعادات .
هناك معنيان يتضمنهما هذا الحديث الشريف : ان جزاء الاعمال يتوقف على نية المرء ان كانت خيرا فخير ،وان كانت شرا فشر. اما المعنى الثاني فهو ان طاقة العمل تستمد من النية .
لذلك ،فالاسلام يركز على تربية ما يدور داخل اعماق النفس من خواطر ونوايا واهداف . الاسلام يركز على تربية فكر وروح الانسان وابعاده عن كل ما يعكر صفو نفسه وعن العقد النفسية .
يركز الاسلام على تربية روح الاخلاص في العمل حيث يتحقق العمل الصالح . بلا شك ان الايمان يرتبط بالقلب والقلب هو المكان الذي تستقر فيه نوايا الانسان وحاجاته المختلفة.
ان علاقة الايمان بالعمل في الاسلام تجعل العمل نافعا . لذلك نجد القرآن الكريم يذكر العمل الصالح دوما بعد الايمان : ( ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) سورة البقرة 277
تسعى الشريعة الاسلامية الى استئصال الجريمة من الفكر والروح ، لذلك فالاسلام يردع الانسان عن التفكير بأرتكاب الذنب ، كي لا ينضج هذا التفكير في الذهن ويتحول بعد ذلك الى واقع عملي . عن الامام علي عليه السلام " من كثر فكره في المعاصي دعته اليها " .
النية تعني الارادة ،والارادة سلاح الايمان والوعي في مواجهة المشكلات .عن الامام الصادق عليه السلام :" ان الله يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة " محاسن البرقي ص 262
عن الامام علي عليه السلام :" النية اساس العمل ، الاعمال ثمار النيات ".
لماذا هذا الاهتمام من الاسلام بالنوايا؟
لماذا يجعل الاسلام النية اهم من العمل نفسه؟
وذلك لان العمل قد يبدو رياء" للمخلوقين ، ولكن النية خالصة لرب العالمين .
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله :" من تزوج امرأة على صداق وهو لا ينوي اداءه ، فهو زان ، ومن استدان دينا وهو لا ينوي قضاءه فهو سارق ، ومن تطيب لله تعالى جاء يوم القيامة وريحه اطيب من المسك " جامع السعادات ص113
نية السوء والذنب
اعتبر الاسلام النية السيئة ذنبا ، فالراضي بالوضع الاجتماعي السيء يعتبر مسيئا ايضا وان لم يشارك عمليا . عندما ينتشر الظلم ويسود الانحراف المجتمع ويعم الجهل والاضطهاد وتتسلط فئة على الشعب فيعاني هذا الشعب الكبت والحرمان ، عندما تتعرض الامة للنكسات والضربات الموجعة فيلفها الظلم ، عندما يكون كل ذلك واكثر من ذلك ولا ينهض في ذلك المجتمع مصلح يقوض هذا الانحراف او تهب مجموعة للانقاذ في تفجير ثورة عارمة ، عندها ، فعندما يحل البلاء سيشمل المجتمع بأكمله .
ان الذي لا يكون في جبهة الحق فانه مع الباطل شاء ام ابى .