لأسباب عدّة يمكن لشعر النساء أن يضعف و يتساقط و مع ذلك فلم يتم التطرق لهذا الموضوع بشكل جدِّي حتى الآن مقارنة بموضوع تساقط الشعر عند الرجال, ومع هذا يمكن تشخيص أسباب تساقط الشعر لدى النساء في كثير من الحالات و بالتالي علاجها، مما يُكسب الموضوع أهمية خاصة لتقوم المرأة بدورها بمناقشة مشكلة تساقط الشعر مع طبيبها.
بادئ ذي بدء دعونا نأخذ بعين الاعتبار العوامل المشتركة التي تساعد و تساهم في تساقط الشعر:
إنخفاض مستوى الحديد: نقص الحديد يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر سواء كنت مصابة بفقر الدم أو لا . فلا تقومي بأخذ مكملات الحديد – Iron supplement – دون فحص مستوى الحديد لديك من قِبل الطبيب المختص و ذلك لأن ارتفاع مستوى الحديد قد يؤدي بدوره إلى حدوث مشاكل صحية أنت في غنى عنها.
إضطرابات الغدة الدرقية: سواء كانت الغدة الدرقية نشيطة أو كانت خاملة فإن ذلك سيؤدي إلى تساقط الشعر.
إنخفاض مستويات الاستروجين: عندما تبدأ مستويات الاستروجين بالانخفاض تتعرض النساء لمشكلة تساقط الشعر قبل أو بعد سن اليأس على حدٍ سواء. تغيير نوع حبوب منع الحمل يمكن أن يؤدي إلى تغيرات هرمونية التي من الممكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر أيضاً.
التغيرات الهرمونية التي تحدث بعد انتهاء الحمل: قد تلاحظ الأم جديدة العهد أن شعرها يتساقط بكمية كبيرة خلال الست شهور الأولى بعد الولادة . و ما يُسمى ” بفقدان الشعر المفرط ” ما هو في الحقيقة إلا دورة النمو الطبيعية للشعر، فارتفاع مستويات الهورمونات لدى المرأة خلال أشهر الحمل يقلل من تساقط الشعر خلال فترة الحمل وهبوط مستوى الإستروجين بعد الحمل يجعل فقدان كميات كبيرة من الشعر خلال بعد الحمل أمر طبيعي حتى تعود نسبة الاستروجين لمستواها الطبيعي خلال فترة الست شهور الأولى بعد الحمل.
تساقط الشعر الكربي أو – Tellogen Effluvium – وهو تساقط مفاجيء وشديد للشعر بعد شهر أو شهرين من التعرض لضغط نفسي شديد أو الخضوع لعملية جراحية كبيرة, عادة يحدث الشفاء التام خلال 6 شهور.
الأدوية: قد تؤدي أنواع كثيرة من الأدوية مثل بعض أدوية الضغط, مضادات الإكتئاب وأدوية السيولة إلى مشكلة تساقط الشعر ، لذا يجب عليك استشارة الطبيب المختص و سؤاله عن البدائل المتاحة من الأدوية.
إرتفاع مستوى فيتامين A: عن طريق استهلاك كميات كبيرة من مصدر الفيتامين كحبوب الفيتامينات مثلاً, العلاج هو إيقاف أخذ الحبوب!
و قد خرجت العديد من الدراسات التي أجريت مؤخرا على عينة من الرجال بنتائج مفداها أن التدخين يعتبر عامل من العوامل التي تؤدي إلى تساقط الشعر . و لا توجد إلى الآن أي دراسات أجريت على النساء بهذا الخصوص . لكن ما لا يختلف عليه اثنين أن “التدخين” ضار لعدة أسباب لعل من بينها تفاقم مشكلة تساقط الشعر.
فإن كنت ممن يعاني من مشكلة تساقط الشعر فإن أفضل خطة يمكن وضعها هي تحديد السبب الكامن وراء هذه المشكلة ثم التغلب عليها، و لا توجد بداية أفضل من قيامك بتحليل للدم ليقوم طبيبك المختص حينها بمعرفة مستوى الحديد و حالة الغدة الدرقية و الهرمونات كذلك. و من هنا ستتمكنين من وضع النقاط على الحروف ومعرفة السبب الذي يؤدي إلى تساقط الشعر لديك. أما إذا لم تكن شكواك إحدى العوامل السابقة فالسبب وراء تساقط الشعر إذاً قد يكون عائد لعوامل وراثية . لكن لا تقلقي فهناك منتجات يمكن أن تساعد على تنشيط نمو بصيلة الشعر. و من هذه المنتجات التالي :
المينوكسيدل – Minoxidil – و الذي يوضع على فروة الرأس مباشرة ، و يؤدي إلى توسع في الأوعية الدموية و بالتالي زيادة تدفق الدم إلى فروة الرأس ، و نتيجة لذلك تحصل بصيلات الشعر على مغذيات و أوكسجين أكثر ، و تصبح البصيلات الضعيفة أكبر و ينمو الشعر أسمك. ويعتبر من العلاجات الناجحة والآمنه في نفس الوقت و لكن لا يجب على الحامل و المرضعة استخدامه.
الفيناستريد – Finasteride – تقوم هذه الحبوب بمنع تحول “التيستوستيرون” الذي يكون عند النساء بكميات قليلة إلى هرمون ال DHT و هو هرمون يقوم بتقليص بصيلات الشعر و اضعافها تدريجياً مما يؤدي إلى تقصير الدورة الحياتية للشعرة . هيئة التغذية والأدوية الأمريكية ال FDA قد وافقت على استخدام هذا الدواء لحل ظاهرة تساقط الشعر عند الرجال فقط لأنه يسبب تشوهات للجنين عند المرأة الحامل، و قد أجريت دراسات لتقييم مدى فاعلية الفيناستريد على النساء لكن النتائج خرجت متاقضة ، لذا فإنه لا يصلح لجميع النساء وليس مرخصاً لعلاج تساقط الشعر عند النساء حالياً.
كلا العلاجين السابقين يدوم مفعولهما بدوام استخدامهما ، بمعنى أن الشعر يعود إلى الحالة التي كان عليها بمجرد التوقف عن العلاج.
هناك علاجات جديدة تلوح في الأفق القريب مثل العلاج بالليزر ولكن لاتزال الدراسات الطبية فيها في أول الطريق!
دكتور عمر شمس الدين