السراب والإعجاز العلمى فى القرآن الكريم
} وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ {النور/39}
خدعة بصرية (ضوئية) تحدث نتيجة ظروف البيئة المحيطة من اشتداد درجة الحرارة والأرض المستو...ية واختلاف في معامل الانكسار مما يجعلها
في حالة توهج شديد حيث تبدو كالماء الذي يلتصق بالأرض ليعكس صورا وهمية للأجسام وكأنها منعكسة عن سطح مرآة كبيرة.
وترجع تسمية السراب عند العرب سرب الماء أي جرى وسار,أما التسمية الإنكليزية لهذه الظاهرة فتعود إلى كلمة mirageوتعني المرآة باللغة الفرنسية.
توصل العلماء الى أنه لا يمكن حدوث السراب إلا بتوافر هذين الشرطين :-
1- وجود المكان المناسب للحدوث .
2- وجود الهواء المتحرك .
سبب حدوث هذه الظاهره :-
هي إشتداد درجة الحرارة .
من أهم صفات ظاهرة السراب التي توصل لها العلماء :-
1- السراب خدعة بصرية.
2- السراب يشبه سطح الماء .
3- كلما اقتربنا منه ابتعد عنا .
وقد عبر القرآن الكريم عن ظاهرة السراب تعبيرا رائعا ووصفا علميا دقيقا يضاهي تعريف العلماء وأصحاب الاختصاص,
قال تعالى ..
((وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَاب)) .
* قوله سبحانه ((كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ )) فهذا يعني أن السراب لا يحدث إلا في الأرض القيعة والتي تعني الأرض المستوية
أو ما ابسط من الأرض ولا يتكون السراب إلا بوجود هذا المكان الخاص وهذا أ ول شرط وضعه العلماء لحدوث السراب .
* قوله ((يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء )) و(يحسبه) تدل على أن الماء غير موجود وبالتالي فالسراب خدعة
بصرية وأما الظمآن فهو ما اشتد عطشه و يصبح كذالك تحت ظروف الجو الحار, هذا ماتوصل له العلماء .
والإعجاز المبهر والذي لا جدال فيه عند أصحاب الاختصاص, تشبيه السراب بالماء وليس بالمرآة مثلما قال العلماء
الغربيون فشتان ما بين الانعكاس عن سطح الماء وسطح المرآة لان حادثة السراب لا تحدث إلا بوجود الهواء المتحرك
(تيارات الحمل) فتظهر طبقات الهواء متموجة مثل الماء وهذا الشرط الثاني الذوي وضعه العلماء لحدوث السراب .
* والمعادلة الفيزيائية لظاهرة السراب تكمن بقوله تعالى ((حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا )), نستنبط من هذه الكلمات الربانية أنه كلما اقتربنا
من السراب ابتعد عنا وبالتالي فإن المسافة بين عين الناظر والسراب ثابتة وهذه الصفة الثالثة التي توصل لها العلماء .
ومن التجارب التي خاضها البشر أمام السراب تجربة السيدة هاجر زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام في سعيها بين
جبلي الصفا والمروة للحصول علي غذاء وماء لطفلها النبي إسماعيل عليه السلام, معتقدة أن السراب ماء يمكنها الحصول عليه .
منقول