اللهم سلط عليه كلباً من كلابك ".. قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق "عتبة بن أبي لهب" الذي جاءه، وهو في جمع من الناس، يسخر منه، ويتمادى في السخرية، ويقول: "يا محمد، أشهد أني قد كفرتُ بربك. وطلقت ابنتك"، وكان النبي قد زوجه ابنته رقية قبل البعثة.
لما سمع أبو لهب ما قاله الرسول الكريم أخذه الفزع وقال لابنه عتبة: "يا ولدي فلتأخذ حذرك دائماً، فإني لأشد الناس رهبة وخوفاً عليك من دعوة هذا الرجل".
وودع أبو لهب ابنه(عتبة) يهم بالرحيل في قافلة تجارية إلي الشام، وليس نصب عينيه وأذنيه ومشاعره إلا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم سلط عليه كلباً من كلابك".
بدأ الركب مسيره إلى الشام، وفي الليل بلغوا وادياً يسمى "وادي القاصرة"، وهو واد مسبعة أي كثير السباع فنزلوه للاستراحة، وكما يروي "هبّار بن الأسود" أحد رجال الركب : أصر عتبة ألا ينام إلا وسط رفاقه.
قال هبار: فما راعني إلا "أسد" يشم رؤوسنا رجُلا رجلاً، حتى انتهى إلى عتبة، فأنشب مخالبه في صدغيه، فصرخ عتبة "يا قوم قتلتني دعوة محمد" صلى الله عليه وسلم.
***********************
يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترف *** ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف
أبشر بقول الله في آياته *** إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف