(الدعاء مخ العبادة) هذه مقوله لسيد البشر عليه الصلاة والسلام يؤكد فيها على أهمية الدعاء لله تعالى. فماذا يخبرنا العلم الحديث؟
لقد ثبت تأثير الدعاء لله تعالى واللجوء إليه، ففي علم النفس نجد أن أفضل وأهم علاج لكثير من الاضطرابات النفسية أن يلوذ المريض بشخص يثق به، هذه الثقة لها دور يتجاوز نصف الشفاء!
وعندما يلتجأ المؤمن إلى خالقه ورازقه عز وجل فإن كل الأمراض النفسية الموجودة فيه تزول. إذن عبادة الدعاء هي علاج وشفاء لأمراض النفس، وبالتالي هي علاج لأمراض الجسد لأن كثيراً من الأمراض الجسدية ذات منشأ نفسي.
وتأمل معي عظمة الدعاء النبوي: (رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبالقرآن إماماً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياًًًًً) [رواه أحمد]. من قال هذا الدعاء ثلاثاً حين يصبح وحين يمسي كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة! وربما نعجب من اكتشافات علماء النفس اليوم عندما يقولون بأن العلاج الفعال لمئات الأمراض النفسية أن تجعل المريض يحس بالرضا عن الأشياء التي تحيط به!
إن أفضل إحساس تحصل عليه من الدعاء هو الإحساس بالقوة لأنك عندما تدعو الله وأنت موقن بالإجابة فهذا سيعيد لك الأمل مهما كنتَ محبطاً، وسوف تزول كل الاضطرابات التي تعاني منها، إذ أن هذه الاضطرابات سببها فقدان الأمل، فكيف إذا كان أملك وقوتك هو الله تعالى رب العالمين؟