الأعشاب الطبية وجناية الدجل والشعوذة
خبير الأعشاب أشرف العناني
انه لمن المؤسف بالفعل اقتران علم عظيم ونافع في الوقت ذاته بآفة اجتماعية لا يمكن بأية حال من الأحوال تجاهلها ،أو تناسيها ،أو التغاضي عنها ،أعني هنا آفة الدجل والشعوذة التي انتشرت بالفعل في مجتمعاتنا العربية كما تنتشر النار في الهشيم ،وأحسب أن هناك أسباب لا حصر لها وراء تلك الظاهرة ..
ولعل أهم الأسباب علي الإطلاق هو الرغبة الحارة للناس في غمرة يأسهم في العثور علي حلول شافية وقريبة لآلامهم , في ظل غياب كامل للرعاية في بعض الدول العربية ،وجزئي في بقية تلك الدول ، هذا ما يدفع الناس للتفتيش والبحث عن أي طوق نجاة حتى وان كان يتنافى مع قناعا تهم ..
أنا هنا طبعا لا يمكنني إهمال أسباب أخري كالعادات والتقاليد التي تكون في بعض المجتمعات أقوي من أي مفاهيم أخري وفي تلك المعتقدات يتساوى المتعلم مع الجاهل ، حتى أنك لا يجب أن تندهش وأن تري طبيبة تجلس بين يدي عجوز وهي تصهر لها الرصاص فوق رأسها كعلاج للخريعة أو ما يسمونه في بعض اللهجات الأخرى بالخضة ، طاسة الخضة هذه رمت بكل ما درسته الطبيبة وتعلمته في البحر !!!!!!!
أيضا لا يمكنني أيضا كمسلم مؤمن بالله ورسوله وكتابه الكريم أن أدعي عدم وجود السحر
والحسد .. حاشا لله من ذلك ..
ولما كنت لا أملك الإفتاء في شأن تلك الممارسات من الناحية الدينية فان حكمي عليا هو من وجهة النظر الطبية حيث أجزم- وهذا مبني علي خبرتي ومعرفتي التي أظنها معقولة بالأعشاب الطبية وفوائدها - أن معظم الذين يقومون بتلك الممارسات ، وأكاد أقول كلهم يفتقرون إلي المعرفة العميقة بالأعشاب الطبية وفوائدها علي الرغم من أن معظم ممارساتهم تعتمد علي الأعشاب بشكل أساسي ، وأهم من هذا فان تلك الممارسات لايمكن بأي حال من الأحوال تصنيفها علي أنها من طب الأعشاب .. إذ لا علاقة بطب الأعشاب العظيم والعربي منه علي وجه الخصوص بتلك الممارسات العقيمة التي تستغل حاجة الناس وتبتزهم مقابل الوهم والحسرة التي هي نهاية حتمية لكل من وقع في فخ تلك الممارسات أخير وليس آخر فان تلك الظاهرة بالفعل تحتاج إلي وقفة تأملية ، وأهم من ذلك خطوات فعلية حتى تتقلص تلك الظاهرة وأهم من ذلك تبتعد عن طب الأعشاب الذي هو برئ منها براءة الذئب من دم بن يعقوب
..
والملف سيظل مفتوحا إلي حين