بسم الله الرحمن الرحيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بسم الله الرحمن الرحيم

منتدى مختص بالعلاج بالطب النبوي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ضوابط التداوي بالرقى والتمائم ‏

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المشرف العام

المشرف العام


المساهمات : 1109
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

ضوابط التداوي بالرقى والتمائم ‏ Empty
مُساهمةموضوع: ضوابط التداوي بالرقى والتمائم ‏   ضوابط التداوي بالرقى والتمائم ‏ I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 02, 2010 12:15 am

ضوابط التداوي بالرقى والتمائم ‏
لكي تؤتى الرقى ثمارها المرجوة، وهي تحقيق الشفاء للمريض؛ لا بد من ‏مراعاة الضوابط الشرعية- عند استعمالها- في كل من الرقية، والراقي، والمرقى.‏
المطلب الأول: الضوابط الشرعية للرقية. بينا سابقاً أن النبي صلى الله عليه وسلم ‏طلب ممن كانوا يرقون قبل الإسلام أن يعرضوا عليه رقاهم للنظر في إقرارها ‏واعتبارها شرعية. فما الضوابط التي ينبغي أن تقيد الرقية بها حتى تكون شرعية؟ ‏
أولاً: أن يكون للرقية أصل في القرآن أو السنة: ‏
اتفق الفقهاء على أنه يشترط في الرقية أو التميمة أن يكون لها أصل في القرآن أو ‏السنة. بأن تكون موافقة لهما(252). فتجوز الرقية بآية أو آيات من كتاب الله تعالى، ‏أو باسم من أسمائه، أو بصفة من صفاته، أو بذكر الله تعالى أو دعائه الذي ورد في ‏القرآن أو السنة. ‏
ويؤيد ذلك ما روى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله قال: "جاء آل ‏عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: يا رسول إنه كانت ‏عندنا رقية نرقي بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى. قال: فعرضوها عليه. ‏فقال: ما أرى بأساً من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه"(253).‏
‏252- انظر حاشية ابن عابدين (6/363) والشرح الصغير ‏للدردير (4/768) والجامع من المقدمات لابن رشد (307) ‏والمجموع للنووي (9/54) وفتح الباري لابن حجر (10/197) ‏ش ح(5735) والآداب الشرعية لابن مفلح (1/455). ‏
‏253- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب استحباب ‏الرقية من العين والنملة والحمه والنظرة ح(2199) وأحمد ‏في مسنده (3م382) والبيهقي في الكبرى: كتاب الضحايا: باب ‏إباحة الرقية (9/348) قال الألباني: وفي الحديث رقية المسلم ‏لأخيه المسلم بما لا بأس به من الرقى، وذلك ما كان معناه معروفاً ‏مشروعاً، وأما الرقى بما لا يعقل معناه من الألفاظ فغير جائز- ‏انظر الصحيح ح(472). ‏
فقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من آل عمرو بن حزم أن يعرضوا عليه رقاهم ‏ليرى هل هي موافقة لما جاء به من القرآن أو لا. فأقرها لأنها موافقة. وقال لهم: ‏‏"ما أرى بأساً". ‏
وروى الترمذي عن أبى سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ‏يتعوذ ويقول: "أعوذ بالله من الجان ومن عين الإنسان، فلما نزلت المعوذتان أخذ ‏بهما وترك ما سواهما"(254). ‏
وقال الربيع سألت الشافعي عن الرقى فقال: "لا بأس إن رقى بكتاب الله، أو ‏بما يعرف من ذكر الله"(255). ‏
أما إذا لم يكن للرقية أو التميمة أصل في القرآن أو السنة، أو لم تكن موافقة ‏لهما، فيحرم التداوي بها؛ فلا يجوز التداوي بالرقى اليهودية والنصرانية المخالفة ‏لما في القرآن والسنة، ولا يجوز التداوي بتعليق خرزة زرقاء، أو حلقة من حديد أو ‏نحاس أو خزف، ولا بتراب قبر ولي، أو بتعليق قطعة سترة تابوت ولي، أو ‏بالشرب من ماء طاسة الضربة "الرجه"، أو غير ذلك من الخرافات التي ورثها ‏الناس عن الشعوب الجاهلية؛ مما لا يوجد له أصل في القرآن والسنة. ‏
والقرآن الكريم كله شفاء يصح التداوي بأية سورة منه، أو آية منه؛ لقوله ‏تعالى: (وننزل من القرآن ما فيه شفاء ورحمة للمؤمنين)(256). وهنا "من" الآية ‏للبيان، وليست للتبعيض، لأنه يلزم من كونها للتبعيض أن بعض القرآن لا شفاء ‏فيه، وهو ليس كذلك(257). ‏
‏254- أخرجه الترمذي في سننه: كتاب الطب: باب ما جاء في الرقية ‏بالمعوذتين ح(2065) وقال: هذا حديث حسن غريب والنسائي في سننه: ‏كتاب الاستعاذة من عين الجان ح(5509) وابن ماجة في سننه: كتاب ‏الطب: باب من استرقى من العين ح(3511) وانظر تحفة الأشراف ‏ح(4327) وانظر صحيح سنن الترمذي للألباني ح(1681). ‏
‏255-انظر فتح الباري لابن حجر(10/195) ش ح(5735). ‏
‏256- سورة الإسراء: (82).‏
‏257- انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (10/315). ‏
لكن الأولى تحرى الآيات والسور التي ورد استعمالها في الرقى والتعوذات، ‏لإعطاء نتائج سريعة. ومن ذلك:‏
‏1-‏ فاتحة الكتاب. ‏
‏2-‏ المعوذات (قل هو الله أحد ‏‎…‎، قل أعوذ برب الفلق‎…‎‏ ، وقل أعوذ برب ‏الناس‎…‎‏). ‏
‏3-‏ آية الكرسي (البقرة 255). ‏
‏4-‏ أســـماء الله تعالى وصفاته. ‏
‏5-‏ آيات الأدعـــية والأذكــار. ‏
وفى الســنة النبوية وردت تعــوذات لكثير من الأمراض تنظر في مواضعها ‏من كــتب الأحاديث. وكان النبــي صلى الله عليه وسلم يكثر من اســتعمال هذه ‏الرقيــة: "اللهــم رب الناس اذهب الباس اشــف أنت الشافي لا شافي إلا أنت، شفاء ‏لا يغادر ســـقماً"(258). وكان صلى الله عليه وسلم إذا مرض رقاه جبريـل عليه ‏الســلام فقال: "باسـم اللـه يبريك، من كل داء يشـفيك ، ومن شـــر حاســـد إذا ‏حســد، وشر كل ذي عيـن".‏

‏258- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الطب: باب دعاء ‏العائد للمريض ح(5675) ومسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب ‏استحباب رقية المريض ح(2191) وأبو داود في سننه: كتاب ‏الطب: باب في تعليق التمائم ح(3883) والترمذي في سننه: كتاب ‏أحاديث شتى: باب في دعاء المريض ح(3576) وقال هذا حديث ‏حسن وابن ماجة في سننه: كتاب الجنائز: باب ما جاء في ذكر ‏مرض الرسول (صلى الله عليه وسلم) ح(1619) وانظر تحفة ‏الأشراف ح(17638) وأخرجه احمد في مسنده (3/267) ‏و(04/259) و(6/42) والنسائي في اليوم والليلة ح(1042) وابن ‏السني في اليوم والليلة ح(543) قال النووي: الحديث فيه استحباب ‏مسح المريض باليمين والدعاء له وقد جاءت فيه روايات كثيرة ‏صحيحة جمعتها في كتاب الأذكار. انظر شرح النووي على ‏صحيح مسلم (14/180). ‏
وفى رواية قال جبريل: "باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو ‏عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك"(259).‏
ثانياً: أن لا تتضمن الرقية شركاً. ‏
الشرك لغة: من أشرك بالله إذا كفر به فهو مشرك(260). وشرك الإنسان في الدين ‏ضربان(261). ‏
الأول: الشرك العظيم، وهو إثبات شريك لله تعالى. يقال أشرك فلان بالله وذلك ‏أعظم كفر. قال تعالى: ‏
‏(إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله ‏فقد ضل ضلالاً بعيداً)(262).‏
وهذا الضرب أنواع وهى: ‏
‏1-‏ شرك الاستقلال: وهو إثبات إلهين مستقلين كشرك المجوس. ‏
‏2-‏ شرك التبعيض: وهو تركيب الإله من آلهة كشرك النصارى. ‏
‏3-‏ ‏ شرك التقريب: وهو عبادة غير الله ليقرب إلى الله زلفى، كشرك متقدمي ‏الجاهلية. ‏
‏259- أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب السلام: باب الطب ‏والمرض والرقى ح(2186) والترمذي في سننه: كتاب الجنائز: ‏باب ما جاء في التعوذ للمريض ح(974) وابن ماجة في سننه: ‏كتاب الطب: باب ما عوذ به النبي (صلى الله عليه وسلم) وما عوذ ‏به ح(3523) وانظر تحفة الأشراف ح(4363) وأخرجه أحمد في ‏مسنده (3/28-56) والنسائي في اليوم والليلة ح(1005) قال ‏النووي هذا تصريح بالرقى بأسماء الله تعالى وفيه توكيد الرقية ‏والدعاء وتكريره، وقوله من شر كل نفس قيل: يحتمل أن المراد ‏بالنفس نفس الأدمي وقيل يحتمل أن المراد بها العين فإن النفس ‏تطلق على العين ويقال رجل نفوس إذا كان يصيب الناس بعينه. ‏انظر شرح النووي على صحيح مسلم (14/170). ‏
‏260- انظر المصباح المنير الفيومي (1/423). ‏
‏261- انظر تقسيم الشرك في: المفردات للراغب الأصفهاني ‏‏(259)، بصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي 3/313، الكليات لأبي ‏البقاء (3/70).‏
‏262- سورة النساء: (116). ‏
‏4-‏ شرك التقليد: وهو عبادة غير الله تبعاً للغير، كشرك متأخري الجاهلية.‏
‏5-‏ ‏ شرك الأسباب: وهو إسناد التأثير للأسباب العادية، كشرك الفلاسفة ‏والطبائعيين ومن تبعهم على ذلك، فمن قال في الأسباب العادية: إنها تؤثر ‏بطبعها فقد كفر. بخلاف من قال: إنها تؤثر بقوة أودعها الله فيها فلا يكفر ‏وإنما يعتبر فاسقاً(263). ‏
الثاني: الشرك الأصغر، وهو مراعاة غير الله معه في بعض الأمور، وهو الرياء ‏والنفاق المشار إليه بقوله تعالى:‏
‏ (جعلا له شركاء فيما آتاهما)(264). ‏
فينبغي أن تخلو الرقية والتميمة من أي نوع من أنواع الشرك(265). كما روى عن ‏عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا نرقى في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى ‏ذلك؟ فقال: "اعرضوا علي رقاكم. لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك"(266). ‏
وبناء على ذلك، لا يجوز التداوي بكل رقية أو تعزيم أو قسم فيه شرك بالله، وإن ‏أطاعته به الجن أو غيرهم، وكذلك كل كلام فيه كفر لا يجوز التداوي به(267). ولا ‏تجوز الاستعانة بالودع والخرز وغير ذلك لكشف الضر وعلاج المرضى، لقوله ‏تعالى: ‏
‏263- انظر تقسيم الشرك في: المفردات للراغب الأصفهاني (259) ‏وبصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي (3/313) والكليات لأبي البقاء ‏‏(3/70). ‏
‏264- سورة الأعراف: (190).‏
‏265-أخرجه مالك في الموطأ (2/272 التمهيد) ومسلم في صحيحه: ‏كتاب السلام: باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ح(2200) وأبو ‏داود في سننه: كتاب الطب باب ما جاء في الرقى ح(3886) والحاكم ‏في مستدركه (4/212) وقال وهذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ‏ووافقه الذهبي. والطبراني في الكبير (18/49) والبيهقي في الكبرى: ‏كتاب الضحايا: باب إباحة الرقية ح(9/349).‏
‏266-انظر الاستذكار لابن عبد البر (26/34) والجامع لأحكام القرآن ‏للقرطبي (20/458) والآداب الشرعية (2/457).‏
‏267- انظر شرح العقيدة الطحاوية (570) وكتاب التوحيد لمحمد بن ‏عبد الوهاب ضمن مجموعة التوحيد (236).‏
‏(قل أرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره)(268).‏
وروى الإمام أحمد –بسنده– عن عمران بن الحصين رضى الله عنه أن النبي صلى ‏الله عليه وسلم رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذا؟، قال: من الواهنة. ‏فقال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدً"(269). ‏
ولا يجوز التداوي برقى تتضمن الاستغاثة بالموتى الذين انقطع عملهم ولا ‏يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، كما روى ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم قال: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله"(270).‏
ثالثاً: أن لا تتضمن الرقية سحراً.‏
السحر في اللغة: من سحر يسحر سحراً، بمعنى صرف الشيء عن وجهه. ويطلق ‏على أربعة أمور وهى: الأول: ما لصق بالحلقوم والمريء من أعلى البطن ويقال له ‏الرئة. والثاني: الخداع والشبهة، أو إخراج الباطل في صورة الحق. والثالث: ‏الوقت: وهو السَّحر أو الصبح. والرابع: كل ما لطف مأخذه ودق، فيقال في الشيء ‏الشديد الخفاء أخفى من السحر(271). ‏
والسحر في الاصطلاح يطلق على ثلاثة معان وهي: ‏
‏268- سورة الزمر: (38). ‏
‏269-أخرجه ابن ماجة في سنن: كتاب الطب: باب تعليق التمائم ‏ح(3531) واحمد في مسنده (4/445) والهيثمي في المجمع ‏‏(5م1039)، وقال: رواه احمد والطبراني وفيه مبارك بن فضالة ‏وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات. وحسن البوصيري في ‏الزوائد إسناده- ورد الألباني تحسينه وحكم بضعفه. انظر ضعيف ‏سنن ابن ماجة للألباني ح(772) والضعيفة للألباني (1029). ‏
‏270-أخرجه الترمذي في سننه: كتاب صفة القيامة: باب (59) ‏ح(2524) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأحمد في مسنده ‏‏(1/293) والطبراني في الكبير (11/123) ح(11243) وابن ‏السني في عمل اليوم والليلة ح(425) وانظر صحيح سنن الترمذي ‏للألباني ح(2043) والسنة لابن أبي عاصم ح(316). ‏
‏271- انظر مجمع مقاييس اللغة لابن فارس (3/138) والمصباح ‏المنير للفيومي (1/364). ‏
الأول: الخداع، وتخييلات لا حقيقة لها، نحو ما يفعله المشعوذ من صرف الأبصار ‏عما يفعله بخفة يد، وما يفعله النمام بقول مزخرف عائق للأسماع. وعلى ذلك قوله ‏تعالى:‏
‏ (سحروا أعين الناس واسترهبوهم)(272).‏
‏ وقوله تعالى:‏
‏ (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى)(273).‏
والثاني: استجلاب معاونة الشيطان بضرب من التقرب إليه. قال تعالى: ‏
‏(هل أنبئكم على من تـنزل الشياطين، تـنزل على كل آفاك أثيم)(274).‏
وقال تعالى: ‏
‏(ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر)(275).‏
والثالث: ما يذهب إليه "الذين لا يفصحون ولا يبلون" وهو اسم لفعل يزعمون أنه ‏من قوته يغير الصور والطبائع، فيجعل الإنسان حماراً. ولا حقيقة لذلك عند ‏المحصلين(276). ‏
فالذي يعنينا في بحثنا هو النوع الثاني، وهو الذي يعتمد الساحر في رقاه على ‏الجن والشياطين. وقد اتفق العلماء على منع التداوي بالرقى التي تتضمن السحر ‏كالعقد والعزائم والطلسمات التي تشتمل على أسماء معينه، يزعم السحرة أنها ‏ملائكة وكلهم سليمان بقبائل الجان، فإذا أقسم على صاحب الاسم ألزم الجن بما ‏يريد.‏
وبعضهم يقسم على أسماء خاصة يزعمون أن لها تعلقاً بالكواكب تجعل ‏في أجسام من المعادن أو غيرها، ويزعمون أنها تحدث آثاراً خاصة(277). ‏
‏272- سورة الأعراف: (116). ‏
‏273- سورة طه: (66).‏
‏274-سورة الشعراء: (221-222).‏
‏275- سورة البقرة: (102). ‏
‏276- انظر المفردات للراغب (226) وبصائر ذوي التمييز ‏للفيروز آبادي (3/198).‏
‏277- انظر حاشية ابن عابدين (6/363) وأسهل المدارك (3/366) ‏والفروق للقرافي (4/147) والمجموع للنووي (9/56) والآداب ‏الشرعية لابن مفلح (2/455).‏
ومما يؤيد منع هذه الرقى، وما يقوم به السحرة من أعمال السحر قوله تعالى: (وألق ‏ما في يمينك تلقف ما صنعوا، إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث ‏أتى)(278). وقولـه صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا السبع الموبقات. قيل يا رسول وما ‏هن؟ قال: الشرك بالله، والسحـر، وقتل النفـس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال ‏اليـتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات ‏المؤمــنات"(279).‏
وقال ابن حجر في الحكمة من منع تلك الرقى "يدعي تسخير الجن له ، فيأتي ‏بأمور مشتبهة مركبة من حق وباطل يجمع إلى ذكر الله وأسمائه ما يشوبه من ذكر ‏الشياطين والاستعانة بهم والتعوذ بمردتهم"(280). ‏
ولا يصل الساحر إلى مرحلة الاستعانة بالشياطين إلا بعد أن يتنازل عن ‏عقيدته ودينه، وأن يتفانى في طاعة الشياطين، فيعصى الله تعالى ويعبد ما سواه. ‏فقد كان يعيش في أوائل هذا القرن ساحر بالوجه القبلي من مصر، وكان يطلب من ‏أعيان الناس أن يلقوا خواتمهم في البحر، فإذا فعلوا أعادها إليهم، وكان يأتي ‏بعجائب أكثر من ذلك. فلما مات أراد ابنه أن يزاول صنعته، فنهته أمه عن ذلك ، ‏فلما سألها عن السبب، فتحت "دولاباً وأخرجت منه صنماً وقالت له: إن أباك كان ‏يسجد لهذا الصنم لكي تساعده الشياطين على إظهار العجائب؛ فلا تكفر كما كفر ‏أبوك(281).‏
وقد لاحق المحتسبون السحرة في كل مكان في المجتمع الإسلامي ‏ومنعوهم من كتابة الرقى السحرية: كالعقد والعزائم، وأوقعوا بهم أشد العقوبات. قال ‏ابن
‏278- سورة طه: (69). ‏
‏279- أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الوصايا: باب قول الله ‏تعالى: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في ‏بطونهم نارا وسيصلون سعيرا)-النساء 10-ح(2766) ومسلم في ‏صحيحه: كتاب الإيمان: باب بيان الكبائر وأكبرها ح(145) وأبو ‏داود في سننه: كتاب الوصايا: باب اجتناب آكل مال اليتيم ‏ح(3673) وانظر تحفة الأشراف ح(12915). ‏
‏280- انظر فتح الباري لابن حجر (10/196)ش ح(5735).‏
‏281- انظر هادي الأرواح لمصطفى محمد الطير (90).‏
الأخوة: "ويلزمهم بالقسامة أنهم لا يكتبون لأحد من الناس شيئاً من الروحانيات ‏مثل: محبة، وتهييج، ونزيف، ورمد، وعقد لسان، وغير ذلك؛ فإن السحر حرام ‏فعله، ومتى وجد أحداً يفعل ذلك عزره ليرتدع به غيره(282). ‏
رابعاً: أن تكون الرقية بلغة مفهومة المعنى.‏
اتفق الفقهاء على أنه يشترط في الـرقية أن تكون بلغة مفهومة المعنى(283). فيقرأ ‏على العربي بلغة عربية. ولذا لا تصح الرقية بلغة أعجمية أو عبرية أو غير ذلك ‏من اللغات. كما لا تصح الرقية بالدعوات المجهولة التي لا تعرف لها حقيقة ولا ‏أصل، وإنما يزعم أهلها أنها من الدعوات المستجابة. ‏
ومن ذلك: لمخيثا وشمخيثا وباغليهوش، كشهشطليوس، قطيهوج وطحير طمحيليال، ‏برهيم، يالوش، هميالوش، طياروش، طلوش، طلش، عجريش، وهليش، ‏مراهيش(284).‏
ويدل على منع التداوي بتلك الرقى قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن كان ‏يرقي قبل الإسلام: "اعرضوا على رقاكم؛ لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه ‏شرك"(285).‏
قال ابن حجر: "دل الحديث أنه ما كان من الرقى يؤدى إلى الشرك يمنع، وما لم ‏يعقل معناه لا يؤمن أن يؤدي إلى الشرك، فتمنع احتياطاً"(286). ‏
‏282- انظر معالم القربة في أحكام الحسبة لابن الأخوة (276). ‏
‏283- انظر حاشية ابن عابدين (6/363) ونصاب الاحتساب للسنامي ‏‏(250) والقوانين لابن جزي (486) والجامع لابن رشد (309) ‏والشرح الصغير للدردير (4/769) والمعيار المعرب (11/87) ‏وفتاوى العزبن عبد السلام (341) والآداب الشرعية لابن مفلح ‏‏(2/455-459).‏
‏284- انظر الإبداع في مضار الابتداع لعلى محفوظ (425). ‏
‏285- أخرجه مالك في الموطأ (2/272 التمهيد). ومسلم في صحيحه: ‏كتاب السلام: باب لا بأس بالرقى مالم يكن فيه شرك ح(2200). وأبو ‏داود في سننه: كتاب الطب: باب ما جاء في الرقى ح(3886). ‏والطبراني في الكبير (18/49). والبيهقي في السنن: كتاب الضحايا: ‏باب اباحة الرقية (9/349).‏
‏286-انظر فتح الباري لابن حجر (10/195) ش ح(5735).‏
وقال ابن عابدين: "إنما تكره العوذة إذا كانت بغير لسان العرب ولا يدرى ما ‏هو ولعله يدخله سحر أو كفر أو غير ذلك"(287). ‏
وقال ابن تيمية: "نهي علماء المسلمين عن الرقي التي لا يفقه معناها لأنها ‏مظنة الشرك، وإن لم يعرف الراقي أنها شرك"(288).‏
‏ وسبب منع الرقى إذا كانت باللغة الأعجمية، أو بما لا يدرى معناه أنها مظنة ‏الشرك بالله تعالى والسحر؛ فتمنع تلك الرقى وإن لم يعرف الراقي أنها شرك أو ‏سحر، ولا يجوز للمريض استعمالها والتداوي بها.‏
خامساً: أن تكتب الرقية أو التميمة بطاهر. ‏
إذا كانت الرقية مكتوبة في ورقة، فلابد أن تكتب بمادة طاهرة كالحبر، ‏والزعفران، وبعض الأصباغ. فلا يجوز أن يكتبها بما هو نجس كالدم، والبول، ‏والغائط؛ لأن كلام الله تعالى وأسماءه وصفاته ينبغي أن تـنزه عن ذلك. ‏
قال ابن تيمية: "لا يجوز كتابتها بدم كما يفعله الجهال، فإن الدم نجس، فلا ‏يجوز أن يكتب به كلام الله"(289). ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elaj.alafdal.net
 
ضوابط التداوي بالرقى والتمائم ‏
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  هل يجوز التداوي بالقران الكريم ؟
» التداوي بالنباتات بين الحقيقة والاستغلال
»  هل التداوي بالقران الكريم من الطب الشعبي ؟
» حكم كتابة بعض الآيات القرآنية على الأواني بغرض التداوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بسم الله الرحمن الرحيم :: القسم العام :: منتدى العلاج بالمصحف الشريف-
انتقل الى: