بسم الله الرحمن الرحيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بسم الله الرحمن الرحيم

منتدى مختص بالعلاج بالطب النبوي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السعودية: سوق شعوذة وسحر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المشرف العام

المشرف العام


المساهمات : 1109
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

السعودية: سوق شعوذة وسحر Empty
مُساهمةموضوع: السعودية: سوق شعوذة وسحر   السعودية: سوق شعوذة وسحر I_icon_minitimeالخميس أبريل 21, 2011 12:38 pm

بقلم مضاوي الرشيد

تناقلت وسائل الاعلام العالمية من البي بي سي الى السي ان ان، ومنظمات حقوق الانسان قضية الساحر اللبناني علي حسين سباط الذي اعتقل في المدينة المنورة بتهمة ممارسة الشعوذة والسحر، وأطلق عليه اسم 'مشعوذ' (العطف والصرف والتفريق)، بعد القاء القبض عليه وبحوزته طلاسم وتعاويذ ومسابح.

ويبدو ان السلطات الدينية السعودية قد اعتقلت اكثر من 200 مشعوذ خلال السنة الماضية، وقد تؤدي التهمة الموجهة الى السباط الى حد القتل، هذا ان لم يأت العفو الملكي الذي تطالب به الجهات الحقوقية العالمية.

ومن المرجح ان يعفو الملك عن المشعوذ، خاصة وإن تكاثرت الضغوط العالمية، اذ ان عولمة أي قضية داخلية سعودية كفيلة بتغيير مسار القضاء المحلي تماما كما حصل في حالات سابقة، حيث الكل ينتظر موقف القيادة السياسية، وبينما تنتظر الجهات القضائية الدينية تلقين المجتمع درسا في تحريم السحر والشعوذة نجد المؤسسات الحكومية تنتظر الرحمة الملكية التي قد تخلص المشعوذ من مصيره المنتظر.

وقبل ان نؤيد او نعارض حكم الاعدام بحق المشعوذ القادم من خارج الحدود والذي استغل العولمة وفضائياتها لتسويق فنونه السحرية على المجتمعات العربية، بما فيها السعودية يجب ان نتساءل لماذا تحولت السعودية الى سوق كبيرة للشعوذة والمشعوذين، واذا طبقنا فرضيات السوق ومبدأ العرض والطلب نجد ان المشعوذ هذا قد وجد نفسه في ساحة تطلب فنونه وشعوذته وسحره، وهي مستعدة لأن تدفع الثمن الباهظ لخدماته، خاصة وان سمعته وقدراته البهلوانية قد سبقته من خلال شاشات الفضائيات.

وكيف تحولت السعودية الى مركز استقطاب لمثل هؤلاء الذين يستغلون ضعف النفس البشرية ومحاولاتها الدائمة لاستحضار الغيب والتنبؤ بالمستقبل.

وكيف ان 250 عاما من النصح والارشاد ومحاولات القضاء على مثل هذه الممارسات والتي تأسست دولة رشيدة على اساسها وعلى اساس محاربتها والقضاء عليها لم تنجح حتى في القرن الواحد والعشرين ان تقضي عليها وعلى مستهلكيها والمزودين لطلاسمها وطقوسها. بل هي تتكاثر ويتكاثر جمهورها خاصة بعد ان وجدت في الفضائيات العربية نافذة تطل منها على المجتمع وتستقطب اكبر عدد من المتهافتين على حلولها العقيمة.

فتمتص اموال الضعفاء والمحبطين الذين يجدون في الحلول السحرية فرصة نادرة لاصطياد زوج او للتخلص منه او للانتقام من خصم او لتغيير واقع مزر قد استهلك قدرة الانسان على قلب معايير وجوده بطرق مشروعة معروفة.

وكيف لا تزال السعودية ومجتمعها سوقا تتعطش للعمل السحري الخارق بعد تراتيل الوعظ والارشاد والادانة والشجب التي ترافقها سيوف السياف وعيون الجماهير الملتفة على دراما القصاص العلني.

ألم يتعلم المستهلكون في سوق السحرة والمروجون له دروسا؟ ويبدو ان هذه الدروس ذهبت هباء.

مما يجعلنا نشكك في قدرة العقوبات الصارمة على ردع السحرة وزبائنهم من نساء ورجال.

لقد عرفت المجتمعات العربية كغيرها من المجتمعات البشرية العالمية السحر والشعوذة ولم تختف هذه الممارسات لا في العصور الغابرة او العصور الحالية، بل هي تزداد مع الزمن وتصبح اكثر رواجا، خاصة وانها اليوم اكثر وصولا الى البشر من خلال الانترنت والفضائيات، ولا تعتبر هذه الظاهرة علامة تخلف او انحطاط، انما هي علامات وسلوكيات اجتماعية دينية مرتبطة بالتغير الاجتماعي الذي يقلب معايير الحياة اليومية والاجتماعية والاقتصادية، كذلك تعتبر الشعوذة الصغيرة والتي مارسها السباط انعكاسا لشعوذة اكبر منه ومن زبائنه وهي شعوذة وسحر الشعارات الخلابة التي تروج لها اجهزة كبيرة، وهي شعارات ترتبط بتحسين الحياة المعيشية وتحقيق احلام الزواج والاستقرار واحلام الثراء السريع وبريق التنمية الخلابة والتطور والتقدم الى الامام.

المشعوذون الكبار يبيعون سلعتهم يوميا على شاشات اكبر تمويلا من شاشة المشعوذ الصغير الذي ينتظر حكم الاعدام في قبضة السلطة الدينية السعودية، يعتبر المشعوذ الصغير هذا هامشا استوردته السعودية وسوق الشعوذة فيها ولقي رواجا وربما ثروة صغيرة، لكنها لا تقارن بسوق المشعوذ الكبير الذي يبيع أحلاما كبيرة الى مجتمع في حالة انتظار وتأهب، علّه يستحوذ على جزء من الحلم الكبير وعندما تكبر الاحلام المروجة لدرجة يصعب تحقيقها رغم الشعارات لكنها تصطدم بالواقع، فالحبيب لا يتقدم للخطبة والسيارة الفاخرة تتأخر والزوج الشرس يبقى في البيت والشاب يترنح في أزقة المدينة طلبا لعمل، والثروة المعلنة تمر مرور الكرام فوق رؤوس البشر، عندها تصبح اعمال السحر والشعوذة الملاذ الاخير لشرائح بشرية كبيرة.

عندما تكبر التوقعات وتتعثر على ارض الواقع نكون قد خلقنا أرضية خصبة للطلاسم والقائمين عليها، ونكون ساهمنا في بناء سوق خصبة وغنية ترتفع اسهمها يوما بعد يوم. وقد يبقى المشعوذون الكبار يبيعون شعاراتها الكبيرة يوميا مفاخرين بالنقلة النوعية وسحر التقدم والرقي ونهضة المجتمع، لكن الكثيرين يجدون انفسهم خارج الصورة السحرية هذه، ولن تتقدم اي محكمة بحكم ضد المشعوذ الكبير، فهو خارج القانون وفوق الدين، رغم ان شعاراتهم بعضها من نسج الخيال، ولن تتحقق في المستقبل القريب.

ان اتساع الفجوة بين الشعارات الخلابة والواقع المرير لكثير من سكان المملكة هو نافذة يدخل منها المشعوذون الصغار بعد ان مهد لهم المشعوذ الكبير فرص العمل والحاجة المحلية لمثل هذه الطقوس والممارسات القديمة المتجددة. ان محاربة الفكر الخرافي المرتبط بالسحر والطلاسم لن تكون بتنفيذ حكم القتل على مشعوذ صغير وانما بتجفيف ارضية السعودية من فجوة التطلعات المصطدمة بالواقع.

قصة المشعوذ الصغير هي قصة المستثمرين السعوديين في الوهم، فبينما هناك اقلية تجد فرصتها في استثمار حقيقي نجد ان الاكثرية تجنح الى الطلاسم علها تعود بمردود يلبي حاجة ملحة في الحياة الانسانية والعلاقات الاجتماعية المعقدة.

وبينما تستحضر الاقلية رصيدها في تنمية علاقاتها وواسطتها مع المشعوذين الكبار نجد الاكثرية تستحضر الارواح والقوى الغيبية علها تجد منفذا بعد ان سدت المنافذ الحقيقية. وتنتظر المعجزات القادمة علها تنتشلها من احتقان يسببه اتساع الفجوة بين التوقعات المروج لها وواقع المجتمع. وطالما ظل هناك انسداد في تحقيق بعض الاحلام ولو كانت صغيرة، الا انها مهمة لأصحابها ستظل السعودية سوق الشعوذة الكبير.

وفي مجتمع يخاف المستقبل المجهول سيظل المشعوذ سيد الموقف يبيع بضاعته لأفراد ضاقت بهم منافذ الحياة وتصريف اعمالهم بالطرق الواقعية والحقيقية. لقد اسقط المشعوذ الصغير المسجون الشعار الكبير واستطاع ببهلوانيته ان يجيب على اسئلة كثيرة منها قابلية المجتمع السعودي المسحور بالشعارات اللاواقعية التي تروجها قيادته عن كل شاردة وواردة من خفايا حياته اليومية والعملية واحلامه المستقبلية لمثل خرافاته التي يتلقاها ويطلبها ويدفع ثمنها.

يلعب هذا المشعوذ دورا مهما في تأجيل المواجهة الحقيقية التي عادة ما تنبثق من حالات وجود الفجوة الكبيرة بين التطلعات والواقع ويمتص احلاما تراود الفرد والمجتمع في تحقيق ما يصبو اليه شرا كان ام خيرا.

وسيبقى المجتمع السعودي كغيره من المجتمعات العربية الاخرى مولعا بطلاسم المشعوذ الصغير الذي يبيع الوهم بالجملة والمفرق، طالما ظلت هذه المجتمعات تعيش حالة احباط الاحلام ورهينة لشعارات كبيرة تصطدم بالواقع.

ولن تخرج السعودية من دوامة السحر والشعوذة حتى ولو قطعت رؤوس المائتي مشعوذ الذين القي القبض عليهم، وسيخرج مشعوذون جدد محليون، وستستورد البلاد آخرين من خارج الحدود طالما انها سوق يتزايد فيها الطلب والذي يحركه كبت الاحلام رغم كثرتها وتغذيه عملية انسداد تحقيقها في مرحلة كثر فيها المشعوذون الكبار الذين يروجون للوهم الكبير. وقد يأتي العفو الملكي عن المشعوذ الصغير الا ان المشعوذين الكبار يبقون خارج المحاسبة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elaj.alafdal.net
 
السعودية: سوق شعوذة وسحر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شعوذة ودجل وابتزاز عبر الانترنت والماسنجر
»  الشعوذة والحب في السعودية
» انتشار ظاهرة السحر والشعوذه فى السعودية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بسم الله الرحمن الرحيم :: قسم الاصدقاء :: دنيا ودين-
انتقل الى: