يوجد تضارب كبير في الآثار التي تخبرنا عن ظهور المهدي المنتظر .....:
سنذكر كلمة موجزة عن المهدي المنتظر ملخصة من عدة كتب ومقالات قديمة وحديثة، فنقول: ظهور المهدي فيه أربعة أقوال:
القول الأول: أن المهدي هو المسيح بن مريم -عليهما السلام-، ودليله حديث ابن ماجه: "لا مهدي إلا عيسى بن مريم"، وهو حديث ضعيف تفرد محمد بن خالد به، وقد وردت أحاديث بوجود المهدي وصلاته مع عيسى بن مريم تمنع الحصر الوارد في هذا الحديث في عدم وجود مهدي إلا عيسى. على أن هذا الحديث لو صح لم تكن فيه حجة، لأن سيدنا عيسى -عليه السلام- أعظم مهدي بين يدي رسول الله -صلى الله عليه سلم- والساعة، فيكون الحصر إضافيًا، والمراد لا مهدي كامل إلا عيسى -عليه السلام
القول الثاني: أن المهدي رجل من آل البيت من ولد الحسين بن علي، يخرج آخر الزمان ليملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا، وأكثر الأحاديث تدل على هذا، وهي وإن كانت ضعيفة يقوي بعضها بعضًا، وقد صحح بعضهم بعضها، منها حديث أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجه: "لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله فيه رجلاً من أهل البيت يملؤها عدلاً كما ملئت جورًا"، ورواية أبي داود هذه وثقها الهيثمي في مجمع الزوائد.
القول الثالث: أنه المهدي الذي تولى الخلافة في الدولة العباسية في القرن الثاني الهجري، والأحاديث التي رويت في هذا ضعيفة، وعلى فرض صحتها فالمهدي هذا أحد المهديين، وهناك غيره، ويصح أن يقال: إن عمر بن عبد العزيز كان مهديًا، بل هو أولى بهذه التسمية من مهدي بني العباس. القول الرابع: الأقوال السابقة هي لأهل السنة، وهذا القول هو للشيعة الإمامية، حيث يقولون: إنه محمد بن الحسن العسكري المنتظر من ولد الحسين بن علي، ويقولون في صفته: الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار، وأنه دخل سردابًا في "سامرا"، وقيل في مدينة تدعى "جابلقا"، وهي مدينة وهمية ليس لها وجود.(مواهب )