بسم الله الرحمن الرحيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بسم الله الرحمن الرحيم

منتدى مختص بالعلاج بالطب النبوي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  علاقة الشياطين بالأمراض النفسية والعقلية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المشرف العام

المشرف العام


المساهمات : 1109
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

    علاقة الشياطين بالأمراض النفسية والعقلية  Empty
مُساهمةموضوع: علاقة الشياطين بالأمراض النفسية والعقلية        علاقة الشياطين بالأمراض النفسية والعقلية  I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 21, 2010 5:28 pm

عرفنا أن الاعتقاد بدخول الجن في جسم الإنسان محرم إذ لم يرد دليل قطعي الدلالة قطعي الثبوت على ذلك ، ولكن دلت النصوص على الشيطان له قدرة على إيقاع الأذى بالإنسان ، فقوله تعالى ( الذي بتخبطه الشيطان من المس ) يدل على أن الشيطان له علاقة بصرع الإنسان ، إلا أن الآية لم تبين الكيفية التي يتم بها الصرع ، كما أن حديث الرسول e (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق ) يدل على سريان وسوسة الشيطان في الجسم ، إضافة إلى الأحاديث التي ذكرت سابقا والتي دلت على دخول ا لشيطان الصدر، وهناك أحاديث دلت على أن الشيطان ترك أثرا وذهب كحديث الطاعون الذي لا يدل على دخول الشيطان ني جسم الإنسان . وكل الذي حدث أن الشيطان ترك أثرا ثم ذهب وبالتالي يجب أن يعالج هذا الأثر تماما كأن يضرب شخص آخر ويسبب له الأذى ، فينصب العلاج على معالجة الأذى أو الأثر الذي تركه الجاني ولا ينصب على وجوده أو عدم وجوده .
إن البحث عن العلاج لهذه الأمراض منه ما يتعلق بالجانب الغيبي ومنه ما يتعلق بالجانب المادي ، فأما ما يتعلق بالجانب الغيبي فلا يجوز الرجوع به إلى غير النص ، ويجب التوقف عند حدود النص فقط ، وبالعودة إلى الأحاديث الواردة عن رسول الله e نجد انه لم يضرب إلا الصدر والظهر بيده فقط فلم يستخدم عصا ولا كرباج ، ولم يضرب الأيدي ولا الأرجل ولا الرؤوس ، وطلب من الشيطان الخروج فقط ولم يعين له مكان الخروج ، كما انه لم يجر مفاوضات بينه وبين الشياطين ولا حوار من أي نوع ، ولم يقرأ عليهم القرآن ولم يصرعوا في حضرته ، وها هو رسول ا لله e يعلم ابن العاص إذا أحس بالشيطان يوسوس له أن يتفل عن يساره ثلاث مرات ثم يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، فلم يأمره بضرب صدره أو بالذهاب إلى من يقرأ له أو يضربه ليخرج شيطانه من قدمه، رغم أن الرسول ضربه في صدره وأمر شيطانه بالخروج ، إن التعامل مع الشياطين بهذه الطريقة خاص برسول الله e فقط ، وهو من الأحكام المتعلقة به ، فلم يعرف عن أحد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين انه أمر شيطانا بالخروج ،أو انه ضرب أحدهم ليخرج شيطانه منه ، أو أن أحدا جاء بمجنون للصحابة ليعالجوه ، لماذا ؟ لأنهم تعلموا على يد رسول الله e أن المسلم لا يتصل بعالم الغيب ولا ينبغي له ذلك ، إلا ما يروه في منامهم ، كما حدث مع عائشة رضي الله عنها فقد أمرت بقتل ثعبان رؤى في بيتها ، فجاءها هاتف الجن في نومها وعاتبها على قتلها الثعبان لأنه كان جنا مؤمنا ، فماذا فعلت؟ هل قرأت على الماء وسكبته في زوايا بيتها لتخرج الجن ؟ وهل أشعلت البخور لتطرد الأرواح منه ؟ لم تفعل شيئا من ذلك ، إنما أخرجت دية الجن القتيل وفرقتها على فقراء المسلمين ، فلم تبحث عن الجن لتعطيهم الدية ولم تتصل بأحد منهم لتعتذر منه، أو تطلب السماح أو تعطيه دية القتيل.
ولو كان عمل الرسول e - ضرب الصدر والتفل في الفم - هو تكليف للمسلمين وشرح لهم في كيفية معالجة المرض ، لترتب على ذلك أن كل من قام بنفس العمل مع مجنون أو معتوه أو مسحور أو مصروع أشفاه ، ولكن الواقع غير ذلك ، مما يدل على أن عمل الرسول e هذا خاص به وهو من دلائل نبوته ، ففي رواية عثمان ابن أبي العاص الذي ضرب رسول الله e في صدره وأمر الشيطان أن يخرج منه ، وبعد أن فعل ذلك ، توجه إعمال ابن أبي العاص بالخطاب ، فماذا قال له ؟ لم يأمره بضرب صدره والتكلم مع الشيطان أن اخرج ، وإنما أمره بالتفل عن يساره ثلاث مرات ثم التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أي أمره باللجوء إلى الله ليحميه من شر الشيطان . فالتعامل مع المخلوقات الغيبية لا يتم إلا وفى النص ، ولا يوجد نص يأمرنا بضرب الشيطان أو إحراقه أو مفاوضته على الخروج أو سؤاله عن الغيب أو عن أدوية للأمراض إلى آخر الخزعبلات التي تجدها في كثير من الكتب . وإذا كان الجن يحرق من قراءة القرآن عليه ، فكيف يتمكن من سماعه والتدبر به حتى يهتدي ، ألم ينزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم ليكون هداية للجن كما هو كتاب هداية للإنس ، فلماذا يحرق الجن لدى سماعه، وكيف تقوم الحجة عليه يوم القيامة إذا كان سماعه للكتاب الذي جاء لهدايته ويحاسب بناء عليه سيكون سببا في إحراقه . ولقد ثبت في ليلة الجن أن الرسول e قرأ القرآن على الجن فلم يحرقهم ، وأنهم ذهبوا إعمال أقوامهم وتلوا عليهم القرآن وهم كفار حتى ولم يرد نص على أن القرآن حرقهم .
لقد أدرك المسلمون الأوائل أن ما فعله الرسول e من إخراج الشياطين من صدور المرضى إن هي إلا معجزة من معجزته ودليل من دلاك نبوته ، ولهذا أخرجوها في كتب السيرة وخاصة الكتب التي تخصصت في دلائل النبوة . إن المؤمن لا يتعامل مع هذه الأمراض إلا كما أمره الله سبحانه وتعالى ورسوله e، فإما عن طريق الأدعية والرقى الصحيحة الواردة عن رسول الله e أو عن طريق التعامل مع الأشياء المادية التي تقع تحت الحس وبالتالي يستطيع العقل الإنساني التعامل معها ، ولما طلب الشرع من الإنسان أن يتعالج أمره بالتعامل مع أشياء تقع تحت حسه وبالتالي يستطيع عقله أن يدركها ، فعند البحث عن العلاج يجب أن يبحث عنه في الأشياء المادية ، التي جعل لها قاعدة تسير عليها وهي قاعدة ربط الأسباب بالمسببات ، وهي أمور تخضع للملاحظة والتجربة والاستنباط والاستنتاج وتبنى على أسس واضحة ويستطيع أي إنسان أن يتعلمها ويتعامل معها ، والأمور الطبية وعلاج الأمراض هو شأن دنيوي تركه الإسلام لخبرة الإنسان وتجربته في الحياة وهو من قبيل قول الرسولe ( انتم اعلم بأمر دنياكم )، ومن خلال البحث والتجربة والخبرة وجد أن علاج الأمراض النفسية والعقلية يقع ضمن قسمين كبيرين هما الطب الوقائي والطب العلاجي .
يتم العلاج عن طريقين العلاج النفسي والعلاج العضوي

العلاج النفسي
يعتبر العلاج بالرقى والأدعية والآيات القرآنية نوع من العلاج النفسي ، وهذا العلاج يتوقف على درجة قناعة المريض والمعالج بجدوى العلاج ، فالمريض المسلم والمعالج المسلم اللذان يؤمنان بان هذه الرقى أو هذه الآية فيها الشفاء فان المريض يشفى ، ومن الرقى المعروفة عن رسول الله e (اللهم رب الناس مذهب البأس ، اشف أنت الشافي ، لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما)، وفي صحيح مسلم أن جبريل عليه السلام رقى النبي e بقوله (بسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين )، وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله e إذا مرض أحد من أهله نفث بالمعوذتين فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت انفث عليه وامسحه بيد نفسه لأنها كانت اعظم بركة من يدي)، وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه انه شكا إعمال رسول الله e فقال له : ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل (بسم الله ) ثلاثا وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر )
ومن هذا القبيل الأحاديث الواردة عن رسول الله e في إخراج الشياطين من الصدور ، فهي عبارة عن علاج نفسي يتم فيه إزالة أسباب الوسوسة الشيطانية التي يوسوسها الشيطان في الصدر ، قد يقول قائل إن الشيخ عندما يقرأ على المريض يصرع المريض وتجد شيطانا يتحدث على لسانه ويعترف بأنه جنى وإنه دخل إعمال جسم المريض عن طريق سحر أو عن طريق انتقام أو هوى . . . .آخ
إن القرآن الكريم الذي قرأ على المريض لا علاقة له بالصرع لان المريض يصرع إذا وضع في حالة نفسية تهيؤه لذلك ، ولذلك يصرع المرضى الذين لديهم القابلية للإيحاء بقراءة القرآن أو بقراءة الإنجيل أو بتعويذات شرعية أو شيطانية ، ولو كان الشيطان يحترق من قراءة الآيات القرآنية كما يزعمون ، وبالتالي يصاب المركوب بالصرع ،فلماذا يصرع مرضى النصارى مثلا بالإنجيل ومرضى اليهود بالتوراة ومرضى الهنود بكتاب بوذا . . .
إن الذي يتحدث على لسان المصروع هو المصروع نفسه يستمد حديثه من الأوهام التي زرعت في ذاكرته نتيجة لما سمعه في الماضي من قصص وخرافات عن ركوب الجن للإنسان . ويستطيع المعالج أن يسحب هذا الوهم من عقل المريض إما بتلاوة القران كما يفعل البعض فانهم يوهمون المريض بان في أجسامهم جنيا وانهم يسحبونه الان وانه خرج منهم وهكذا حتى يعتقد المريض أن الجني قد خرج وما هو بجني وإنما وهمه القابع في ذاكرته وفى عقله ، فلما خرج الوهم استراح المريض وشفي ، وقد يشفى المريض بقراءة أشياء أخرى غير القرآن ، وهذا يعتمد على عقيدة المريض والمعالج .
وقد يتم العلاج عن طريق التنويم المغناطيسي الذي يقوم على الإيحاء للمريض بان مرضه زال وانه شفي تماما وانه الان طبيعي لا يوجد به مرض ولا علة وهكذا حتى يقتنع المريض أن علته أو وهمه زال إعمال غير رجعة .
أن النصارى أو اليهود الذين يؤمنون بالرقى الواردة في الإنجيل والتوراة وبجدوى العلاج بها فانهم يشفون ، وحتى العرب المشركون كانوا يستخدمون الرقى المفيدة ، ومنها رقية الحية والنملة والأذن ، وقد اقر الإسلام الرقى التي توارثها الناس من الجاهلية أو التي توارثها النصارى أو اليهود بشرط إن لا يكون فيها كفر أو شرك . اخرج مسلم في صحيحه عن أبي سفيان عن جابر قال : نهى رسول الله e عن الرقى فجاء آل عمرو بن حزم إعمال رسول الله فقالوا يا رسول الله انه كان عندنا رقية نرقى بها من العقرب وانك نهيت عن الرقى : قال فعرضوها عليه فقال : ما أرى باسا ، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل) وفي مسلم أيضا عن ابن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك الاشجعي قال : كنا نرقى في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك ؟ فقال اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ، وروى مسلم في صحيحه عن انس رضي الله عنه قال : رخص رسول الله في الرقية من العين والحمة والنملة) ،وفي الموطأ أن أبا بكر قال لليهودية التي كانت ترقى عائشة ارقيها بكتاب الله ، أي ارقيها بما ورد في كتاب التوراة لأنه هو كتاب الله الذي تعرفه اليهودية .
واقرار الرسول e بعض الرقى المعروفة عن أهل الكتاب والجاهلية يعنى أن علاج المرض هو من قبيل العلوم الدنيوية كالزراعة والصناعة وغيرها من العلوم التي يرجع فيها إعمال التجربة والخبرة البشرية وهي من قبيل قول الرسول e (انتم اعلم بأمر دنياكم ) فعلاج الأمراض النفسية والعقلية ومنها الأمراض التي ترد إعمال السحر وكذا الأمراض العضوية يرجع في علاجها إعمال التجربة والخبرة فما قرره العلماء بان هذا مفيد يؤخذ ويعمل به ، وقد قرر أطباء الأمراض النفسية والعقلية أن هناك علاجا نفسيا يفيد في كثير من الاحيان.
يتم العلاج النفسي في أي مرحلة من مراحل العلاج للمرض النفسي ، كأن يكون المرض في أول مراحله و لم يصل إلى إحداث خلل مادي أو عضوي في العضو ، أو يكون في المراحل النهائية للمرض بعد أن تم علاج العضو المصاب فيحتاج المريض بعد ذلك إلى إعادة بناء شخصيته .
وهناك ثلاث استراتيجيات للعلاج النفسي
أ - العلاج بالتحليل النفسي القائم على الإرشاد والتوجيه ورفع الروح المعنوية وتبصير المريض بأسباب مرضه ومساعدته على بناء شخصيته .
2- العلاج المتمركز حول العميل ( المريض ) القائم على الانغماس العميق في المريض وفي مشاعره ويحرص المعالج على الاتصال بالمريض بطريقة تزيد من نموه ومن قدرته على التوافق .
3- العلاج السلوكي ويتخذ المعالج دورا منهجيا علميا غير مشخص ، وهو يعرض المريض للظروف الصحية لكي يتخلى عما سبق تعلمه من سلوك غير صحيح .
وان الواقع يؤكد أن كثيرا من الحالات التي تم علاجها عند المعالجين بالقرآن والأدعية والرقى قد تم علاج حالات مشابهة لها واكثر شدة منها عند أطباء النفس .منها حالات الضعف الجنسي أو العقد عن النساء ، فقد عقد شاب عن زوجته مدة شهر فلجأ إعمال الشيوخ فقرؤوا عليه القرآن لمده شهر واستجاب للعلاج وشفي والحمد لله .
وحالة شاب آخر استمر ربطه عن زوجته مدة ستة اشهر وذهب إلى كثير من المشايخ الذين يعالجون بالقرآن فشفي عند آخرهم بعد مضي ستة اشهر، وحالة شاب آخر طرق أبواب المشايخ كثيرا بإلحاح من أهله وأهل زوجته لكنه لم يشفى عند أحد منهم ، وبقي على حاله مدة سنتين حتى دله أحدهم على طبيب نفسي ، فراجع المريض الطبيب لمدة ثلاثة شهور هو وزوجته واستجاب للعلاج وشفي والحمد لله.
وحالة امرأة كانت تمنع زوجها من إتيانها واستمرت على هذا الحال سنة ونصف كانت خلالها تراجع كثيرا من المشايخ للعلاج فكانوا يقرءون عليها القرآن ن ويصفون لها علاجا من العسل وبعض الأخلاط ، وكلما قرا عليها الشيخ القرآن شعرت بخدر في أصابعها وإذا رجعت إعمال البيت أصابتها هلوسة إذ كانت ترى كائنات دقيقة بيضاء تسير على يديها، وتسمع أصواتا من مكان سحيق تناديها ، فتشعر بالخوف والرعب الشديد، فتقرأ المعوذات وآية الكرسي فيذهب عنها ما تجد من هلوسة ، وفى أحد الأيام لكثرة ما أتعبتها الهلوسة وبالذات سماع الأصوات القادمة من مكان بعيد قالت بصوت عال : أنا ادري انك أيتها الأصوات أصوات شياطين ، وأنا لا أخافك ولا أرهبك ، نادي كما شئت ، فانتم معشر الشياطين تخافوننا اكثر مما نخافكم، وأخذت كتابا وجعلت تقرأ فيه ، فذهبت الأصوات ومن يومها لم ترجع و لم تصبها الهلوسة ، وطبعا لم تستفد من القراءة أو العسل، فقررت الذهاب إعمال طبيب نفسي فعالجها بعد أن استمرت بالتردد عليه مدة أربعة شهور.
وحالة امرأة أخرى أصيبت بالربط ، فأشار الناس عليها بالذهاب إلى المشعوذين والحجابين، وذكروا لها حالات كثيرة نجحوا في علاجه، فذهبت لهم وطالت رحلة العلاج، ذهبت إلى أحدهم فقال لها انك مسحورة ، والسحر سكب في الشارع أمام بيتك وقد تخطيته وأنت ذاهبة إلى المحكمة الشرعية لكتب الكتاب ، فقالت له ما العمل، قال سأعمل لك حجابا تضعيه تحت الوسادة ، ولما عادت إلى البيت وضعت الحجاب تحت الوسادة ونفذت ما قاله الحجاب إلا أن شيئا لم يتغير، ثم ذهبت إلى آخر فأذاب رصاصا وسكبه فظهرت عين فقال لها انك معونة ، ووصف لها علاجا إلا انه لم يجدي نفعا ،ثم ذهبت إعمال شيخة تقرأ القرآن فقالت لها إن حالتك ميؤوس منها ، وانك ستطلقين من زوجك ، ثم أشاروا عليها بالذهاب إلى أحد الشيوخ الصوفيين وهو مبارك وقد شفي على يديه الكثيرين فلما ذهبت إليه في موعد درسه في المسجد جلست تنتظره حتى ينتهي من الدرس، ولكنها رفضت العلاج عنده فكيف يشفي بالقرآن من هو اجهل الناس بالقران ، لقد كان درسه في تفسير القران مضحكا وساذجا وفيه كثير من الخزعبلات والخرافات ، فقررت عدم طلب العلاج عند أحد ، وظلت تقرأ القران على الماء وتشربه وتغتسل به إلا أن ذلك لم يفدها أبدا ، وبعد مرور سنتين على هذا الحال ، أشار أحدهم على زوجها أن يذهب إلى طبيب نفسي وفعلا استمرت بمراجعة الطبيب هي وزوجها لمدة أربعة شهور فشفيت .
إذا رجعت إلى كتب المشعوذين تجد انهم يفسرون سحر الربط بان هناك شيطانا يدخل في الجسم ويتمركز في مخ الرجل ، وبالتحديد في مركز الإثارة الجنسية الذي يرسل الإشارات إعمال الأعضاء التناسلية ثم يترك الأعضاء التناسلية تعمل طبيعية فإذا اقترب الإنسان من زوجته وأراد معاشرتها عطل الشيطان مركز الاثاره الجنسية في المخ فتتوقف الإشارات المرسلة إلى الأجهزة التي تضخ الدم في القضيب فيرتخي وينكمش ) انظر إلى قوله يتمركز الشيطان في مخ الرجل ، ما إدراك أن الشيطان يدخل إلى هناك ؟ هل من دليل مادي أو عقلي أو نقلي ؟ إن ما تحدث به الكاتب إلى غيبي لا يقع تحت إدراك العقل وبالتالي لا يوجد دليل عقلي أو مادي أو علمي عليه ، فيحتاج إعمال دليل نقلي ، ولا يوجد مثل هذا الدليل ، فكلامه غير صحيح ، بل إن الدليل النقلي يكذب أقوال الكاتب، فقد ربط رسول الله عن نسائه ومع ذلك لم يدخل شيطانا في مخه ولم يتمركز في إحساسه. فليس صحيحا أن الشيطان يدخل إعمال جسم المربوط عن طريق السحر وان الساحر يسلط الشيطان على دخول الجسم والتحكم في شهوته.
ولا يتوقف الأمر عند الربط وإنما في قضايا أخرى بعض المرضى يجدون العلاج عند الشيخ وبعضهم لا يجده إلا عند الطبيب النفسي ، وهذا يعود للمريض وللمرض نفسه فهناك أمراض يتوقف علاجها على ثقافة الإنسان وإيمانه ، كما يتوقف على مدى قناعته بالمعالج نفسه أو الخبير أو الطبيب فقد يشفى على يد شيخ ولا يشفى على يد آخر بالرغم من أن طريقه العلاج التي يستخدمانها واحدة ، وربما يشفى المريض عند طبيب ولا يشفى عند آخر ، ففي المثال الذي ذكرته سابقا عن الذي أصابه الإغماء سبب الخوف ليلة العيد يؤكد أن بعض المرضى أو بعض الأمراض تشفى عند الشيخ ، وإذا جلست عند المعالجين بالقران تسمع عن حوادث كثيرة شفي أصحابها عندهم ولكن بالمقابل هناك حالات كثيرة لا يحصل الشفاء فيطوى ذكرها من هذه الحالات أن شابا شديد الانفعال وسريع الغضب ويعبر عن انفعالاته بطريقة لا تتناسب مع الواقع الذي أمامه ، فذهب أهله به إعمال الشيخ ليقرأ عليه القرآن فصرع وتكلم بكلام غريب ، والذي يفسره المشايخ دائما بأنه صوت جنى فتكلم معه الشيخ وطالبه بالخروج إلا انه رفض فانهال عليه ضربا ، وتكررت الجلسات وتكرر الضرب وكان المريض يصرخ من شدة الألم والشيخ يقنع أهله أن المريض لا يشعر بالضرب وان الضرب يقع على الجني وان الجني هو الذي يصرخ ، ولكن جلسات العلاج لم تخفف المرض و لم تغير شيئا من حال المريض إلا أنها أكسبت المريض عداوة الشيخ ، فحمل المريض حملة تشهيرية ضد الشيخ في كل مجلس ، ونصح الأهل بإرسال ابنهم إلى طبيب فلما أجريت له الصور الشعاعية ثبت أن هناك خللا في دماغه فأعطي المهدئات التي عملت على التخفيف من نوبات الغضب التي تصيبه وهدأت من انفعالاته . ولا زال يعيش على هذه المهدئات .
ومن العلاج النفسي مساعدة المريض على التكيف مع المرض ، وإعادة بناء شخصيته ، خاصة إذا لم يوجد علاج مادي للمرض ففي حديث المرأة التي صرعت والتي جاءت تطلب من الرسول e أن يدعو الله لها بالشفاء خيرها الرسول بين الدعاء لله حتى تشفى وبين الصبر على المرض ولها الجنة فاختارت الصبر، ولكنها في نفس الوقت كانت تتغلب على الشيطان وتقضي على نوبات الصرع بقوة الإرادة وتحدي الشيطان ومقاومته ، فكانت إذا شعرت باقتراب نوبة الصرع تتعلق بأستار الكعبة ( كناية عن لجوئها إلى الله ) وتقول للشيطان اخسأ (كناية عن مقاومتها للمرض ) فيذهب عنها ( أي تذهب النوبة عنها)، ومن المعروف أن نوبات الصرع تأتي بسبب الإجهاد والضغوط فإذا قاوم الإنسان ضغوط الحياة أو تعلم كيف يستجيب لها بطريقة صحيحة استطاع أن يباعد بين نوبات الصرع التي تأتيه .ومثل هذا العلاج أي مساعدة المريض على التكيف مع المرض يستخدم في علاج الأمراض النفسية التي ترافق الأمراض العضوية كالأشخاص الذين يصابون بالشلل أو العمى . . . .آخ .
كما أن تدريب المريض على تحدي المرض ومقاومته بقوة الإرادة جزء من العلاج النفسي، من الأمثلة على ذلك بعض الحالات التي وردت في كتاب علاقة الجان بالإنسان لحسان عبد المنان فقد أورد في ص 116 أن صديق له قال :جربت هذه الأوهام بنفسي من كثرة ما حدثت عن الجن من قبل المشايخ والكتب التي صرت عن عبد السلام بالي وغيره، فأثاروا وذكروا أعراضا كثيرة منها يتبين أن الرجل مصروع فيه جن يسيطر عليه ، من هذه الأعراض وجع في الظهر ونمنمة في الرجلين وآثار ألم في أطراف اليدين وغير ذلك من الأعراض التي تصيب كل إنسان دون أن يكون به علة من ذلك . فتوهمت لوجودها في نفسي أني مصروع وأنها آثار الجن وزادني وهما المشايخ الذين عرضت عليهم هذا الأمر فأكد لي بعضهم أنى مصروع إلى أن صرعت نفسي بالفعل وآمنت بالفكرة كلها فصرت أتصرف على وفق ما يهيأ لي وأتكلم بلسان الجن الموهوم ، حتى تعبت حالتي وتعب أهلي معها وصرت مصدر قلق في البيت وخارجه وكثر القارئون علي، وكلما قرأ أحدهم ازددت وهما ومرضا ويأسا من خروج الجن مني وبقيت على ذلك فترة من الزمن حتى ذهبت إلى العمرة وهناك من الله علي وهداني إلى شيخ بصرني حقيقة نفسي وقال لي : ليس فيك شئ وإنما هو وهم وأكثر ذلك أكاذيب ، فعدت إلى نفسي وما أن سمعت كلماته حتى رجعت إلى طبيعتي ، ألقيت الأوهام خلف ظهري ووثقت بنفسي وعلمت آنذاك كذب الدجالين والموسوسين وتأثيرهم النفسي في الناس حتى زادت هذه الأعداد من المصروعين ، ورجعت إلى شيخ كان يقرا علي فقلت له الان اقرا ما تريد وما تشاء فلن اصرع ، فقرأ وقرأ حتى كل ومل وما خرجت عن طبيعتي إلى تلك الأوهام قيد أنملة فحمدت الله أن نجاني من الجاهلين .
وهذا يؤكد ما ذكرته سابقا أن المريض عندما يصرع عند القارئ لا يصرع بسبب القران ولكن بسبب المعلومات السابقة التي استقرت في ذاكرته والتي استغلها الشيطان فهيأه للدخول في حالة الصرع . يقول حسان عبد المنان في كتابه ( كنت مرة عند شيخ جيء إليه بمصروع فبقراءة يسيرة ثار المصروع وصار يتكلم بكلام غريب ، وكأن الشخص قد تغير بآخر ، فطلبت من الشيخ أن أتحدث مع المصروع فوضعت يدي على رأسه وذكرت اسمي ثلاث مرات أو أربع ، فإذا بالحالة تأتيه مرة أخرى ، فنبهته وقلت له : لم اقرأ عليك
القرآن بعد ، ثم قلت له : هل لك في اتفاق بيني وبينك لمدة ساعة من الزمان ؟ قال وما هو ؟ قلت أنت موهوم وهذا الشيخ قد ساعدك على الوهم ، فلا أنت مصروع ولا صرعتك جنية ، أريد أن لا تستسلم لهذه الأوهام لمدة ساعة فقط ، وإذا قيل لك فيك جنية فقل : هذا كذب . فوافق الأخ المصروع ، حينها قلت لأحد الجالسين ، اقرا عليه فقرأ عليه نحو نصف ساعة و لم يؤثر فيه ذلك شيئا ، في حين كان يصرع من أول آيتين أو ثلاث آيات . ثم ساعدته على الخروج من وهمه وأرجو من الله أن يكون تماثل للشفاء وأبعد عن أفكاره هذه السموم .
وهذه الحالة تؤكد ما قلناه سابقا أن هذا الاعتقاد الفاسد جاء من الأفكار السائدة في المجتمع والتي تدخل الذاكرة وترسخ فيها فيتلاعب بها الشيطان عن طريق الوسوسة، كما أن حالة نسرين التي ذكرتها سابقا فيها دليل على أن قوة الإرادة واقناع النفس بان هذه أوهام وخرافات لا اصل لها يعجل في الشفاء .
وهذا يشبه العلاج النفسي القائم على التحليل النفسي ، فتبصير المريض بأسباب مرضه يحقق له الشفاء . وإذا لم يعرف أسباب مرضه لا يستطيع الشيخ أن يعالجه مهما كانت قناعة المريض بالشيخ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elaj.alafdal.net
 
علاقة الشياطين بالأمراض النفسية والعقلية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  كتاب ( الامراض النفسية والعقلية وعلاقتها بالشياطين
» الأمراض النفسية والعقلية وعلاقتها بالشياطين /الفصل الاول
» أنواع الأمراض النفسية
» علاج الأمراض النفسية
»  الأمراض النفسية و الشعوذه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بسم الله الرحمن الرحيم :: قسم الاصدقاء :: دنيا ودين-
انتقل الى: