بسم الله الرحمن الرحيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بسم الله الرحمن الرحيم

منتدى مختص بالعلاج بالطب النبوي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  من قرارات مجلس الفتوى الأعلى2 /13 .... العيادات القرآنية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المشرف العام

المشرف العام


المساهمات : 1109
تاريخ التسجيل : 04/10/2010

 من قرارات مجلس الفتوى الأعلى2 /13  ....    العيادات القرآنية   Empty
مُساهمةموضوع: من قرارات مجلس الفتوى الأعلى2 /13 .... العيادات القرآنية     من قرارات مجلس الفتوى الأعلى2 /13  ....    العيادات القرآنية   I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 16, 2011 11:18 am

من قرارات مجلس الفتوى الأعلى2 /13

العيادات القرآنية

السؤال : ورد سؤال مقتضاه أن هناك مكاتب تسمى بـ ( العيادات القرآنية ) فيها ( شيخ ) يدعي أنه يشفي المرضى من كافة الأمراض والآلام والأوجاع ، النفسي والمعنوي وكذلك العضوي ، كما أنه ينسب سبب كل مرض إلى وجود الجن في جسم المصاب أو المريض وان الجان قد تلبسوه مهما كان مرضه وألمه ، كما أنه يأخذ أجرا مقابل ذلك ، أي أنه يتكسب من خلال هذه المكاتب . فما حكم الدين ورأي مجلسكم الموقر بذلك ؟

الجواب : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

إن السؤال يتضمن عدة أمور :

1- مشروعية الرقية .

2- أخذ الأجرة على الرقية.

3- الاسترزاق والتكسب من خلال احتراف هذا العمل .

وسوف نلقي الضوء على حكم الشرع في كل نقطة :

أولا : مشروعية الرقية :

الرأي الأول : أنها جائزة والدليل : عن عائشة قالت : ( كان رسول ا لله r إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت اعظم بركة من يدي ) ( صحيح مسلم ، كتاب السلام ، رقم 4065 ) وعن ابي سعيد قال كان رسول الله r يتعوذ منا لجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما. ( سنن الترمذي ، كتاب الطب ، رقم 1984 ) .

الرأي الثاني : أنها جائزة على خلاف الأولى وذلك للأدلة الآتية :

1- عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى r وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله r وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله r فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة ) (متفق عليه ، واللفظ لمسلم ، كتاب الإيمان رقم 323 ) . ( الرهط ) بضم الراء تصغير رهط : وهم دون عشرة أنفس . والأفق : الناحية والجانب . و ( عكاشة ) بضم العين وتشديد الكاف وبتخفيفها والتشديد أفصح .

2- عن عطاء بن أبي رباح قال : قال لي ابن عباس ألا أريك امرأة من أهل الجنة قلت بلى قال هذه المرأة السوداء أتت النبي r فقالت إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني أتكشف فادع الله لي أن لا اتشكف فدعا لها ) ( متفق عليه واللفظ للبخاري ، كتاب المرضى ، رقم 5220 ) .

ثانيا: أخذ الأجرة على الرقية :

عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( أن ناسا من اصحاب رسول الله r أتوا حيا من أحياء العرب ، فلم يقروهم ( يضيفوهم ) فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك ، فقالوا : هل فيكم راق ؟ فقالوا : لم تقرونا ، فلا نفعل أو تجعلوا لنا جعلا ، فجعلوا لهم قطيع شاء ، فجعل رجل يقرأ بأم القرآن ، ويجمع بزاقه ، ويتفل ، فسألوا رسول الله r عن ذلك ؟ فضحك ، وقال : وما أدراك ، إنها رقية ؟ خذوها ، واضربوا لي فيها بسهم ) ( رواه الجماعة ).

وقد فهم العلماء من الحديث أن الجعل أو العطية الواردة في الحديث إنما كانت على سبيل التأديب لأولئك القوم البخلاء ، وفريق آخر رأى أنها أجرة .

ثالثا : الاسترزاق والتكسب أو الاحتراف في هذا الأمر :

لا يجوز ذلك مطلقا إذ لم يثبت ذلك عن أحد من الصحابة أو التابعين ، بل كانت الرقية الشرعية تتم بشكل فردي وعفوي في حالات تظهر فيها الحاجة والضرورة لمثل ذلك ، والأجرة لم تكن شرطا فيها ،ولكن كان أغلب ما يتم أن المريض إذا شفي يهدي ويهب للمعالج أو الراقي شيئا من العطية فقط .

قال r ( اقرؤوا القرآن واعملوا به ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به ) رواه الامام أحمد ، قال الامام الهيثمي بخصوص هذا الحديث : " رجال أحمد ثقات " وقال ابن حجر في كتاب الفتح : " سنده قوي "،والحديث دليل على عدم جواز الاحتراف بالقرآن وجعله وسيلة لجمع متاع الدنيا وجمع المال ( انظر كتاب فيض القدير للعلامة محمد المناوي ، ج2 ص 83 ) .

ومما يزيد العمل إثما الاختلاء بالنساء وحدهن دون وجود محرم ، فمنعا للفتنة ودرءا للمفسدة لا يجوز ذلك شرعا .

رابعا : الشروط الواجب توفرها في الرقية :

1. أن تكون بالقرآن الكريم وبما ورد بالسنة الشريفة فقط ، عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال : ( كان النبي r يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذات ، فأخذ بها وترك ما سواها ) (أخرجه الترمذي) .

2. إذا اختلطت الرقية بكلام آخر ( غير ما ورد في القرآن والسنة ) غير مفهوم بدعوى أنها نوع من العزائم أو الطلاسم أصبحت حرام .

3. يجب أن لا يكون فيها مهانة للقرآن .

4. أن تكون الاستعانة بالله وحده لا شريك له .

5. أن يعتقد المسلم بأن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بتقدير الله سبحانه وتعالى أي أن الشافي هو الله وحده

* إن التداوي من الأمراض والأوجاع العضوية لا بد أن يكون بالدواء المخصص لذلك والذي يصفه للمريض طبيب معالج متخصص .

* قال r ( تداووا عباد الله فإن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل معه شفاء إلا الموت والهرم ) (رواه الإمام احمد وقال الترمذي حسن صحيح ، وقال الحاكم صحيح ، انظر كتاب فيض القدير ج3 ص 313 ).

* كما أنه ثبت أنه r قد تداوى وكان الأطباء يصفون له الدواء والعلاج .

* والرقى المشروعة إنما هي مضافة للعلاج الجسمي للمريض وليست بديلا عنه ، ومما يؤكد هذا الفهم أن رجلا من البادية كانت عنده ابل جر باء ، فسأله سيدنا عمر بن الخطاب t : ماذا صنعت للإبل ؟ فقال الرجل : ورائها عجوز تدعوا لها ، فقال له عمر : اجعل مع دعائك بعض القطران .

أما قوله تعالى Smile وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ( سورة الإسراء آية82 . فإن فهمنا لهذه الآية تماما كفهمنا لقوله تعالى ) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ( سورة الحجر آية 22 . ( مر رسول الله r بقوم يلقحون فقال : لو لم تفعلوا لصلح قال فخرج شيصا فمر بهم فقال ما لنخلكم قالوا قلت كذا وكذا قال أنتم أعلم بأمر دنياكم) ( رواه مسلم بسنده عن انس – حديث رقم 4358 ) .

إذن معنى الآية أنه كما أن الرياح تكون لواقح للثمر كذلك من الممكن للإنسان أن يلقح الثمر ولا تعارض بينهما .

كذا الحال بالنسبة لآية ) وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ ( سورة الإسراء آية 82 . فصحيح أن القرآن فيه شفاء للناس ولكن قال تعالى في آية أخرى ) يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ( سورة النحل آية 69 .

إذن هناك شفاء بالعسل أيضا بنص القرآن الكريم كذلك ، ومن المعروف أن الشفاء بالعسل لا يعني أنه شفاء لكل الأمراض والأوجاع وأنه يستغنى به عن كل غذاء وداوء .

حيث قال r ( زمزم لما شرب له ، إن شربته تستشفي شفاك الله وإن شربته لشبعك أشبعك الله وإن شربته لقطع ظمأك قطعه الله،وهي هزمة جبريل وسقى الله إسماعيل)رواه الحاكم في كتاب المناسك . وكذلك ورد أنه r شرب من ماء زمزم وقال(إنها مباركة وإنها طعام طعم وشفاء سقم)(رواه ابو داود الطيالسي). فها هو ماء زمزم أيضا فيه شفاء ، وعن ابي هريرة t قال أنه سمع رسول r يقول : ( في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام ) قال ابن شهاب والسام : الموت ، والحبة السوداء : الشونيز (رواه البخاري حديث رقم 5256) . وعن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت النبي r يقول ( إن هذه الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا من السام ، قلت وما السام ؟ قال : الموت ) ( رواه البخاري حديث رقم 5255 ) . عن ابي هريرة t قال : إن رسول الله r قال : ( ما من داء إلا في الحبة السوداء منه شفاء إلا السام ) (رواه مسلم حديث رقم 4105) . فهذه أيضا الحبة السوداء وهي حبة البركة المعروفة فيها شفاء من الأمراض بنص الأحاديث . وقال r ( تداووا عباد الله فإن الله عز وجل لم ينزل داء إلا أنزل معه شفاء إلا الموت والهرم ) (رواه الإمام احمد ) . وكذلك دلت السنة الفعلية له r أنه تداوى وتطبب .

* فجمعا بين النصوص الواردة في الكتاب والسنة ليس لنا إلا الاقتداء بالسلف الصالح من هذه الأمة ، فقد كانوا يرقون بالقرآن ولكن بشكل فردي وعفوي ، وكانوا يتداوون بالعلاج أيضا ، فلا يجوز أن نأخذ جانب ونهمل آخر ، فلا بد من العلاج والتداوي بالطب المعروف مصحوبا بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل ليكشف الكرب لأن الله عز وجل هو الشافي وليس الدواء أو الطبيب وإنما الطبيب وسيلة يكشف الله عز وجل به عن الدواء الذي أنزله سبحانه وتعالى .

الكرامة وضوابطها :

إن هناك من يدعي أن ما يحدث إنما هو كرامة أكرمه الله عز وجل بها ولكن للكرامة حدودا وضوابط وليس كل من ادعاها كانت فيه فالكرامة كما يعرفها العلماء هي : أمر خارق للعادة غير مقرونة بالتحدي لأحد ولا بدعوى النبوة ، يجريها الله على يد بعض الصالحين من أتباع الرسل الملتزمين لأحكام شريعة الله عز وجل من غير شذوذ ولا مخالفة ، إكراما من الله عز وجل لهم .

وبملاحظة واقع الكرامة فإنها تظهر بمستوى أقل من مستوى المعجزة ، ولا يكون لها صفة الظهور الجماهيري أو الانتشار الكبير بين الناس ، كما أن الشخص الذي تجرى على يديه الكرامة لا بد أن يتسم بالصلاح والتقوى ، قال يونس بن عبد الأعلى الصفدي : قلت للشافعي : كان الليث بن سعد يقول : إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة . فقال الشافعي : قصر الليث رحمه الله تعالى ، بل إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء ، فلا تغتروا به ، حتى تعرضوا أمره على الكتاب والسنة .

خاتمة :

* وإننا نود أن نذكر أن الشفاء بالقرآن إنما يكون بتطبيق القرآن الكريم في ارض الواقع : في النظام السياسي ، وفي النظام الحربي ، وفي النظام الاقتصادي ، والاجتماعي . وفي القانون المدني وأحوال الأسرة ، بل في كل مناحي الحياة فالإسلام دين شامل لكل مناحي الحياة ، فنحن إذا فعلنا ذلك سيشفى المجتمع من كل أمراضه وسلبياته ولن نسمع أن هناك مرضى نفسيون أو ما شابه ذلك قال تعالى ) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ( سورة يس آية 70 . وقال ) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ( سورة ق آية 37 . إن هذا هو الفهم الصحيح للإسلام وللقرآن كما فهمه سلفنا الصالح رضي الله عنهم فهم أسسوا دولة وجيشوا الجيوش وخاضوا المعارك كما أنهم أبدعوا في كل مجالات الحياة من إدارية واقتصادية وفي كافة العلوم التطبيقية كذلك ، ونشروا العدل والأمن والطمأنينة لدى شعوب العالم .

ونتوجه إلى وزارة الاوقاف باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع استخدام المساجد وغرف الأئمة والخدم الملحقة بالمساجد لمثل هذه الأغراض ، وكذلك منع أي موظف من احتراف مثل هذا العمل .

* كما نناشد أصحاب الشأن بملاحقة من يقوم بهذه الأعمال واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق هؤلاء المشعوذين .

هذا وبالله التوفيق ........دار الافتاء الفلسطينية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elaj.alafdal.net
 
من قرارات مجلس الفتوى الأعلى2 /13 .... العيادات القرآنية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العيادات القرآنية وحدود التطبب بالقرآن - أ . د . عبد الله الزبير عبد الرحمن
»  ما يسمى بالعيادات القرآنية .... إلى أين ؟
» حكم كتابة بعض الآيات القرآنية على الأواني بغرض التداوي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بسم الله الرحمن الرحيم :: القسم العام :: منتدى العلاج بالمصحف الشريف-
انتقل الى: